حزب الطمس للإمام الشاذلي
الإمام أبو الحسن الشاذلي : عليّ بن عبد الله بن عبد الجبار (ت. 656هـ)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ السَّمِيعُ الْقَرِيبُ الْمُجِيبُ .. تُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِيَ إذَا دَعَاكَ ، وَتُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إذَا دَعَاكَ ، وَتَكْشِفُ السُّوءَ ، وَتَختَارُ مَنْ تَشَاءُ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً {إِنَّ رَبِّى لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِى مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِى رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِى وَلِوَالِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَاب} {وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّا} {طه} {يسٓ} {قٓ} {نٓ} {طسم} {حمٓ} {كٓهيعٓصٓ} {صٓ {{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَان} طسٓمٓ} {الٓمٓ * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين} .
أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَاءِ الرَّحْمَةِ وَمِيمِ الْمُلْكِ وَدَالِ الدَّوَامِ .. {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِى الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيما} .. أَحُونٌ قافْ أَدُمَّ حَمَّ هاءٌ آمِين .
اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، لاَ تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ، لَكَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَكَ إلاَّبِإذْنِكَ ؟! فَأَشْفِعْنِي وَلاَ تَرُدَّنِي لِغَيْرِكَ .. وَسِعَ كُرْسِيُّكَ السَّمَاوَاتِ والْأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُكَ حِفْظُهُمَا ، وَأَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، فاحْفَظَني مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِيَ وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي وَمِنْ ظَاهِرِي وَمِنْ باطِنِي وَمِنْ بَعْضِيَ وَمِنْ كُلِّي ، وَنَوِّرْ قَلْبِي بِنُورِ عِلْمِكَ وَعَظَمَتِكَ وَعِزَّتِكَ ؛ إنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ .
هاءٌ سِينٌ مِيمٌ زَيْنٌ قافٌ لاَمٌ {يسٓ * وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيم} {نٓ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُون} {قٓ وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيد} {صٓ وَالْقُرْءَانِ ذِى الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِى عِزَّةٍ وَشِقَاق} .
مَا نُورُكَ بِبَعِيدٍ ، وَإنَّ رَحْمَتَكَ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ .. أَسْأَلَكَ بِمَجْمُوعِهَا وَحَقَائِقَها وَأَسْرَارِهَا وَمَا بَطَنَ مِنْ أَمْرِكَ فِيهَا عِزّاً لاَ ذُلَّ مَعَهُ ، وَغِنىً لاَ فَقْرَ مَعَهُ ، وَأُنْساً لاَ كَدَرَ فِيهِ ، وَأَمْنَاً لاَ خَوفَ فِيهِ ، وَأسْعِدْني بِإجَابَةِ التَّوْحِيدِ فِي طاعَتِكَ حَيْثُمَا كُنْتُ يَوْمَ الْمِيثَاقَ الْأَوَّلَ فِي قَبْضَتِكَ ، وَاطْمِسْ عَلَى وُجُوهِ أَعْدَائِي وامْسَخْهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ الْمُضِيَّ وَلاَ الْمَجِيءَ إلَيّ {وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُون} .
{طسٓ} شاهَتِ الْوُجُوه [ ثلاثاً ] .. {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَىِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْما} .. صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُم لاَ يَعْقِلُونَ وَلاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يُبْصِرُونَ وَلاَ يَنْطِقُونَ وَلاَ يَتَفَكَّرُونَ وَلا يَتَدَبَّرُونَ وَلاَ يَخْتَارُونَ .. {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُون} .. {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [ ثلاثاً ] .
بِفَضْلِ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نَبِيِّكَ الْجَامِعِ الدّالِّ عَلَيْكَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الْبَرِيَّةِ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاَةِ والسَّلاَمِ ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيم .