صلاة النقطة للشيخ محمد عبد الكريم السمان
أبو عبد الله قطب الدين الشيخ محمد السمان بن عبد الكريم المدني (ت. 1775م)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نُقْطَةِ دائِرَةِ الْوُجُودِ وحَيْطَةِ أَفْلاَكِ مَرَاقِي الشُّهُودِ، أَلِفِ الذّاتِ السّارِي سِرُّهَا فِي كُلِّ ذَرَّةٍ، حاءِ حَيَاةِ الْعَالَمِ الَّذِي مِنْهُ مَبْدَؤُهُ وإلَيْهِ مَقَرُّهُ، مِيمِ مُلْكِكَ الَّذِي لاَ يُضَاهَى، ودَالِ دَيْمُومَتِكَ الَّتِي لاَ تَتَنَاهَى، مَنْ أَظْهَرْتَهُ مِنْ حَضْرَةِ الْحُبِّ فَكَانَ مِنَصَّةً لِتَجَلِّيَاتِ ذاتِكَ، وأَبْرَزْتَهُ بِكَ مِنْ نُورِكَ فَكَانَ مِرْآةً لِجَمَالِكَ الْبَاهِرِ فِي حَضْرَةِ أَسْمَائِكَ وصِفَاتِكَ، شَمْسِ الْكَمَالِ الْمُشْرِقِ نُورُهُ عَلَى جَمِيعِ الْعَوَالِمِ، الَّذِي كَوَّنْتَ مِنْهُ جَمِيعَ الْكَائِنَاتِ فَكُلٌّ مِنْهَا بِهِ قائِمٌ، مَنْ أَجْلَسْتَهُ عَلَى بِسَاطِ قُرْبِكَ وخَصَصَتْهُ بِأَنْ كانَ مِفْتَاحَ خِزَانَةِ حُبِّكَ، الْمَحْبُوبِ الأَعْظَمِ والسِّرِّ الظّاهِرِ الْمُكَتَّمِ، الْوَاسِطَةِ بَيْنَكَ وبَيْنَ عِبَادِكَ، والسُّلَّمِ الَّذِي لاَ يُرْقَى إلاَّ بِهِ فِي مَشَاهَدِ كَمَالَاتِكَ، وعَلَى آلِهِ يَنَابِيعِ الْحَقَائِقِ وأَصْحَابِهِ مَصَابِيحِ الْهُدَى لِكُلِّ الْخَلاَئِقِ، صَلاَةً مِنْكَ عَلَيْهِ، مَقْبُولَةً بِكَ مِنَّا لَدَيْهِ، تَلِيقُ بِذَاتِهِ وتَغْمِسُنَا بِهَا فِي أَنْوَارِ تَجَلِّيَاتِهِ، تُطَهَّرُ بِهَا قُلُوبُنَا وتُقَدَّسُ بِهَا أَسْرَارُنَا وتَرْقَى بِهَا أَرْوَاحُنَا، وتُعَمَّمُ بَرَكَاتُهَا عَلَيْنَا وعَلَى مَشَايِخِنَا ووَالِدِينَا وإخْوَانِنَا والْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ مَقْرُونَةً بِسَلاَمٍ مِنْكَ إلَى يَوْمِ الدِّينِ، مَضْرُوبَةً بِأَلْفَيْ أَلْفَ صَلاَةٍ وتَسْلِيمٍ عَلَى السَّيِّدِ مُحَمَّدٍ الأَمِينِ، وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وأَضْعَافَ أَضْعَافَ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَمْحَةٍ ونَفَسٍ عَدَدَ مَا وَسِعَهُ عِلْمُكَ، ولَكَ الْحَمْدُ مِنْكَ لَكَ فِي كُلِّ وَقْتٍ وحِينٍ، والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين.