صلاة مولانا أحيد
هذه صلاة مولانا أَحيد وهي للشيخ المؤسس سيدي محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني رضي الله عنهما وهذا نصها:
“اللهم صلّ وسلّم وبارك على سيدنا ومولانا أَحِيد زجاج ماءِ ترويج القُدرة في بساط التشكّلاتِ الانفعالية، المُنبسط أشعَّتُه على مناهل رُتب دوائرِ الأسماء والصِّفات، حتى امتزجَتْ برودةُ كافورِه المعنويِّ بحرارة البُطون الذاتي، فأعطتِ القوابِل لانبعاث مقتضياتِ شؤونها، بسبب ما غامرَها من برزخياتِ يكادُ زيتُها يُضيءُ ولوْ لمْ تَمْسسْهُ نارٌ، فكان مبدأ ظهور الأنموذج والرقيم، بسبب إعطائه قوَّة التحكُّم في بساط ما على المُحسنين من سبيل، في عَيْن إفاضة موادّ فبي عرفوني، الرّاقم نُقوشَ العلْم بحواشي بَحْركَ الطَّامِّ المُتدفّق بأنواع الكمالات، الناقشِ الحروفَ الهوائيةَ بقلم إمداداتِ الفيض الهَيُولاني على سطح لُجَّة بَحْركَ الخِيضم يومَ لا يوْمَ، المُنبَجسِ من مادّيات تعيُّناتِه نُعوتُ الشؤون والانفعالات الذاتية، والصُّورية والمثالية، والخيالية والرّوحية،
فأنتَ لوحُ التّفصيل والإجمال، وقلمُ الانبعاثاتِ الرّسمية في قالب تقابُل المرائي الانعكاسيّة وسط الزَّواوي الظِّلِّية، وأنت مدادُ النقوش الحُكْميّة في جداول رُضابِكَ المختوم، وأنتَ رداءُ كبرياءِ التَّردّي بعد محوِ عَيْنِ أعيانك في الوجود المُطلق، القائم على كلّ نفس بما كسَبَتْ، وإزارُ العَظَموتِ الذي لا يصحُّ رفعُه لعَيْنٍ من أعيان المُمكنات، لفقدِ حقيقةِ الفناءِ المطلق، وحين وُجُود التفاني لا تَقِرُُّ عينُ المعاني لدَرْكِ حقائِق السَّبْع المثاني في بساط وَصْلِ الغَواني،
ومن لا يَعثُرُ على حقيقةِ الفناء المُطلق لا يمكن صدورُ حقيقة التَّوحيد منه، فما وحَّد الوجودَ المُطلق إلاّ وجودُكَ المُقَيَّد، يا عيْنَ الإطلاقات، فأنتَ القائمُ بحقيقة التوحيد الجُمَلي بلسان مَجِّدْني يا عبدي باللِّسان الأزَلي الذي أثنيتُ به على نفسي بلسانِ الوسْعِ الإحاطي المندمج فيه جميع مقتضيات الأسماء والصِّفات، لأنكَ أيُّها العبدُ المتوَّجُ برقائق إنّ الذين يُبايعونك إنما يُبايعونَ الله، أُزيحَتْ جلاليبُ جوهَرَيْكَ عنكَ وأُلبِسْتَ حلل بلْ هُمْ في لبْسٍ من خلق جديد، لذلك صحَّتْ لك رؤِيةُ جمالي بنَعْتِ المُكافحةِ التَّجريديّة، ما زاغَ البصَرُ وما طغَى لانتفاء عينك عنك وبقاء عينك فلم يَعثُرْ على بساط الفناءِ الحقيقي غيركَ، إذا اضمحلَّ رسمُكَ ووَسْمُك ونعتُك وظلُّك عيناً لا حُكماً، فصِرْتَ لا أنتَ بعد أن كنتَ، وأنتَ لا أنتَ إذا أنتَ، ولا أنتَ بدون أنْتَ، وأنت بأنتَ، مع أنْ لستَ أنتَ، في عينِ أنتَ أنتَ، هنالك سمِعْتَ النّداء: ألَمْ تَر إلى ربّكَ، ولما لم يشُقَّ مقرَّبٌ هذا الغبارَ،
نادَى الكليمُ: أَرِني في بسَاطِ ثَوران زِنِد العِشقِ الصِّفاتي، بعد أن طابَتْ أنفاسُهُ في بِساطِ المُكالمةِ فانقلبَ لسان أُمْنيتِه، وكتبَ: لنْ تَرَاني لِعَدَم التَّمَنْطُقِ بمَنْطقةِ تحقيقِ العدمِ البحْتِ، إذا أنتَ في التَّفاني، والتَّفاني غيرُ جاذبٍ لأَوْجِ التَّداني الذَّاتي، لَنْ يَرى أَحَدُكمْ ربَّه حتَّى يَمُوتُ، فنطق لسان الكليمِ وقال: ألستُ هالكاً في شَيْئِيات كلِّ شيءٍ هالِك فلم لم تَصحَّ لي في مقام التذلُّلِ، وبَلْبَلَ طيرُ الرَّاوي المُكلِّم وقال: المشروطُ الموتُ العَيْنِيُّ في عين بساطِ الشهادةِ في قالب الاثباتِ، وأمّا شعشعانيةُ الأحَدية فلم تُبْقِ ذَرّة تتَّصفُ بشيئيةِ الثُّبُوتِ، لانعدامِها فيها، حيث تَنْعَدمُ أعيانُ عَيْنِه ويخلفُها غيرُها في عين الثبوت. فهُناك يذوقُ طعْمَ الجمْع بين الضِّدَّيْن كائنٌ بائنٌ، ومصَبُّ التكليف نسبةُ الواحديَّةِ المثبوثة في عين انمحاقها، إنّه كانَ بِعباده بصيراً، ونُودِيَ في الوادِي المُقدَّسِ، يا عبدي، ارقَ أعواد منبرِ الدّياجي، واقرأْ (يا أيُّها النبيُّ إنّا أرْسَلنَاكَ شاهِداً ومُبَشِّراً ونذيراً لتومِنُوا بالله ورسوله وتُعزِّرُوهُ وتُوَقِّروه وتُسبِّحوهُ بكْرة وأصيلا)،
يا عبدي أنتَ المُرَبَّى بمهدِ الأزَلِ برُموز واصْطَنَعْتُكَ لنفسي، والمُغَذَّى بلبَان أبيتُ عندَ ربِّ يُطعُمني ويَسْقيني، والسَّامعُ ألمْ تَرَ إلى ربِّكَ، والقارئُ وقلْ ربِّ زِدْني، والمعنيُّ بيأَيُّها المُدَثِّرُ بدِثارِ الجَمَالِ الرَّغَبُوتي في بِساطِ الربية قُمْ لتَلْتَحِفَ بأجْنحتي الاطِّلاعِ على مَكامِنِ سرِّ القَدَر فأنْذِرْ يا عبدي أنتَ المُقَرَّبُ المَعْشُوقِ، فادْنُ منّي بنَعْلَيْكَ، لتنبسِطَ في ميادينِ الأُنْسِ الذّاتي الغَيْر المُفْتَضِّ، بلْ أكنُّ إلى وقتِ ظهور هَيْكَلكَ، ولئنْ شِئْنا لنذْهبنَّ بالذي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ لتَصيرَ أنتَ الآخذَ والمأْخوذَ عنه بإسقاط الإثْنَيْنِيّاتِ، وها هُنا قلت: من رآني فقد رأى الحقَّ، إنَّ فضْلَهُ كانَ علَيْكَ كبيراً، وما ذلك إلاّ لغَيْرة الحقِّ في بعض الأحيان علَى سرِّه المكتوم عنده، إلى أنْ لا يُبْديَه لكَ على منصَّة الظُّهورِ فينبغي التفرُّدُ بما لَهُ، هنالك يُتْلى عليك، ولْئنْ شئْنا لنَذْهبَنَّ بالذي أوْحَيْنا إلَيكَ، والضُّحَى واللَّيل إذا سجَى ما ودَّعَكَ ربُّكَ وما قَلى، بسبب ما هالَكَ به من صَوْلةِ الخطاب القَهْري.
أنسيتَ توجه إرادتي عليكَ في زوايا البُطون حتَّى كُنتَ.
أنسيتَ إذ كنتَ في طيّ العَدَم المَحْضِ.
أنسيتَ إذ كنتَ مُكلَّما على طورِ التعيُّنات.
أنسيتَ إذ كنتَ متّحداً بشمس أحديَّة الكلّ الجَمْعِي وأنتَ قمرٌ.
أنستَ إذ كنتَ مناجيًا وإنَّكَ لتُلَقّى القُرْآنَ من لَدُنْ حكيم عليم، بدون برازخَ منى إليكَ.
أنسيتَ إذ هُيئتَ للأوليَّة والخَتْميَّة، كنتَ نبيّاً، وآدم بين الروح والجسد.
أنسيتَ انسلاخَ الأرواح من عين هُويّة ماهيتك.
أنسيتَ إذْ صرتُ أقلِّبكَ في كلّ طور وشكل ونعتٍ ورسم في بُطون وتقَلُّبَكَ في السّاجدين.
أنسيتَ تصويري لكَ في الأرحام.
أنسيتَ تلفيقي لكَ بيَدي.
أنسيتَ مكافحتكَ بالخطاب القَهْرى وكان فضْلُ الله عليكَ عظيما، فها هنا تنصَّلْتُ لك يا ربّ وقلتُ: ألستُ أوَّلَ من أيْتَمه الحبُّ وأوقعَه في غيابات جُبِّ الأسقام والفتَكاتِ والأهوالِ والمِحَنِ، من شدّة ما يُكابدُه من ألَمِ العِشْق الأكبر حتَّى كان يُسمَعُ لِصَدْري أزيزٌ كأزيز المِرْجَلِِ. ألستَ قد قُلتَ، فأمَّا اليتيمَ فلا تَقْهَرْ، فنحنُ منَ الذينَ أيْتَمهُم الحبُّ وتركهم زَمْنَى لا يقدرون على شيء فأكْرِمْ مَثْوَانا يا ربِّ، وأحسنْ ضِيَافتَنا، فقد فررْنا من كلّ شيء إليكَ يا ربّ. فإذا بالنّداءِ من خلفِ الأستار: إنَّا فتَحْنَا لكَ فتحاً مُبيناً ليغفرَ لكَ الله ما تقدَّمَ من ذنبكَ وما تأخَّر، ذنب التوجُّه الإداري منكَ بأن لا يظهر مقتضىً من مقتضيات الأسماء لتتفرَّد بي في علامِ الطَّيِّ وقد سبقتْ إرادتي أن لابدَّ من لاظهور، فاتَّحَدَتِ الإرادتانِ، ووقعَ الظُّهُورُ على وفْقي، ولم أظْهَر لغير مَجَاليك، كما لَمَحَتْ إرادتُك، فأنتَ المُحَكَّم في الحضراتِ والدَّوائر، والمُجابُ بالتَّلْبيةِ بين المَنابر. نَم في ظلِّ فَدُلِّيَتْ قطرةٌ منَ العرشِ في حلقي، فعلِمْتُ علمَ الأوَّلين والآخرين، وآله وصحبه وسلم”.
فيما يلي ذكر (الحِصْن الحصين الأكبر) بزجره كما كان يقرأه الشيخ المؤسس سيدي محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني رضي الله عنه ويدعو المريدين أن يواظبوا عليه.
وذِكر (الحصن الحصين) هو أن تقرأ:
(وأفوِّضُ أمري إلى الله إنَّ الله بَصيرٌ بالعِبادِ) وعدده 1040، وعلى كل مائة، تقرأ (الصلاة السّرّية)