الطريقة التيجانية

صلاة جوهرة الكمال فى مدح سيد الرجال لِلشيخ أحمد التجاني

أبو العباس سيدي أحمد بن محمد بن المختار بن أحمد بن محمد سالم التجاني (ت. 1815 م)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

اللَّهُـمَّ صَـلِّ وَسَلِّـمْ عَـلَى عَيْـنِ الـرَّحْـمَـةِ الرَّبَّــانِـيَّـةِ ، والْيَاقُـوتَـةِ الْمُتَـحَقِّـقَـةِ الْحَـائِطَةِ بِمَـرْكَزِ الْفُـهُومِ والْمَعَـانِي ، وَنُـورِ الْأَكْـوَانِ الْمُتَـكَوِّنَـةِ ، الآدَمِـيِّ صَـاحِبِ الْحَـقِّ الـرَّبّانِيِّ ، الْبَرْقِ الْأَسْطَعِ بِمُزُونِ الْأَرْبَاحِ الْمَالِئَةِ لِكُلِّ مُتَعَرِّضٍ مِنَ الْبُحُورِ والأَوَانِي ، وَنُـورِكَ اللاَّمِعِ الَّـذِي مَـلَأْتَ بِهِ كَوْنَكَ الْحَـائِطِ بِأَمْكِنَةِ الْمَـكَانِيِّ ..

اللَّهُـمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَيْنِ الْحَقِّ الَّتِي تَتَجَلَّى مِنْهَا عُرُوشُ الْحَقَـائِقِ ، عَيْــنِ الْمَـعَارِفِ الْأَقْـوَمِ ، صِـرَاطِـكَ التَّـــامِّ الْأَسْـقَــمِ ..

اللَّهُـمَّ صَـلِّ وَسَلِّـمْ عَلَى طَلْعَةِ الْحَـقِّ بِالْحَـقِّ ، الْكَـنْزِ الْأَعْـظَمِ ، إفَـاضَتِـكَ مِنْـكَ إلَيْــكَ ، إحَـاطَـةِ النُّـورِ الْمُطَــلْسَــمِ ، صَلَّـى اللَّهُ عَلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـهِ صَـلاَةً تُعَرِّفُنَـا بِـهَا إيَّــاه .

* تُقرَأ 12 مرة في الوظيفة فيكون حضوره – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه الأربعة من السابعة إلى ختم الوظيفة بلا شكّ .

وهذه الصلاة الخاصة هي مما أملاه سيد الوجود صلى الله عليه و سلم على شيخنا أحمد التجاني رضي الله عنه .

ومِن شروط جوهرة الكمال أنها لا تُذكَر على ظَهْرِ دابة ولا على سفينة حسبما تلقيناه من جماعة من أصحاب سيدنا رضي الله عنه ، فلِلمسافر أنْ يقرأ الوظيفة على ظهر دابته ، فإذَا وصلَ إلى جوهرة الكمال تَرَجَّلَ وذَكَرَهَا راجلاً بشرطِ أنْ تَكون الأرض التي يطؤها طاهرةً ، وإلاَّ فتسقط قراءتها وتُعَوَّض بعشرين مِن صلاة الفاتح لما أُغلِقَ ، فإذَا وصلَ السابعةَ جلسَ حتى يختم الوظيفةَ إلا لِضرورة خوف ونحوه ، والله تعالى أعلم .

* تنبيه : بالنسبة لجوهرة الكمال لا يمكن تلاوتها إلاَّ بالطهارة المائية ، في حين أنه يمكن تلاوة القرآن بدونها عند العذر ؛ وهذا لا يعني أنها تفضل القرآن ؛ إنما هو شرط فقط أو خاصية لهذه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وتخصيصُ شيءٍ ما بخاصية لا يعني تفضيله على غيره ، والمزية لا تختصّ بالفاضل دون المفضول في كُلِّ شيء ؛ فإنّ المزايا يختصّ الله بها المفضولَ في بعض المراتب ؛ كَمَا جاء في الحديث في فضل سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه ؛ حيث قال له صلى الله عليه وسلم {مَا سَلَكْتَ فَجّاً إِلاَّ سَلَكَ الشَّيْطَانُ غَيْرَه} في حين أنّ الحال لم يكن كذلك مع الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فهذا لا يعني بالمرة أنّ عمر – رضي الله عنه – أَفضَلُ مِن الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ إنما هي ميزة أو خاصية فحسب ، كمزية إبراهيم – عليه الصلاة والسلام – لِكونِه أولَ مَن يُكسَى يومَ القيامة مِن جميع الخَلْق ، ومزية موسى – عليه الصلاة والسلام – كونه صاحِبَ لحية في الجنة دُون َجميع الخَلْق ، ولم تكن له – صلى الله عليه وسلم – رغم شفوف رتبتِه ، أو كَمَا ثَبَتَ عنه – صلى الله عليه وسلم – أنّه قال {إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّون …} الحديث ؛ وهذه المزية يختصّ الله بها المفضول دُونَ الفاضل وهم الأنبياء – عليهم السلام – على جلالة قدرهم وشفوف مرتبتهم ومركزهم الأسمى لم يحرك لهم الحق هذه المزية التي لاطفَ بها صغارَ الأحباب  .

زر الذهاب إلى الأعلى