حزب اللطف للإمام الشاذلي
الإمام أبو الحسن الشاذلي : عليّ بن عبد الله بن عبد الجبار (ت. 656هـ)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ *
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّين .. آمِين .
اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَفْضَلَ الصَّلَوَاتِ وَأَنْمَي الْبَرَكَاتِ فِي كُلِّ الْأَوْقَاتِ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ أَكْمَلِ أَهْلِ الْأَرْضِ والسَّمَاوَاتِ ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِ يَا رَبَّنَا أَزْكَي التَّحِيّاتِ فِي جَمِيعِ الْحَضَرَاتِ .
اللَّهُمَّ يَا مَنْ لُطْفُهُ بِخَلْقِهِ شامِلٌ وَخَيْرُهُ لِعَبْدِهِ واصِلٌ لاَ تُخْرِجْنَا مِنْ دائِرَةِ الْأَلْطَافِ ، وَآمِنَّا مِنْ كُلِّ مَا نَخَافُ ، وَكُنْ لَنَا بِلُطْفِكَ الْخَفِيِّ الظّاهِرِ يَا باطِنُ يَا ظاهِرُ .
يَا لَطِيفُ نَسْأَلُكَ وِقَايَةَ اللُّطْفِ فِي الْقَضَا ، والتَّسْلِيمَ مَعَ السَّلاَمَةِ عِنْدَ نُزُولِهِ والرِّضَا .
اللَّهُمَّ إنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ بِمَا سَبَقَ فِي الْأَزَلِ ؛ فَحُفَّنَا بِلُطْفِكَ فِيمَا نَزَلَ يَا لَطِيفاً لَمْ يَزَلْ ، واجْعَلْنَا فِي حِصْنِ التَّحْصِينِ بِكَ يَا أَوَّلُ ، يَا مَنْ إلَيْهِ الِالْتِجَاءُ وَعَلَيْهِ الْمُعَوَّلُ .
اللَّهُمَّ يَا مَنْ أَلْقَى خَلْقَهُ فِي بَحْرِ قَضَائِهِ وَحَكَمَ عَلَيْهِمْ بِحُكْمِ قَهْرِهِ وابْتِلاَئِهِ اجْعَلْنَا مِمَّنْ حُمِلَ فِي سَفِينَةِ النَّجَاةِ وَوُقِيَ مِنْ جَمِيعِ الْآفَاتِ .
اللَّهُمَّ مَنْ رَعَتْهُ عَيْنُ عِنَايَتِكَ كانَ مَلْطُوفاً بِهِ فِي التَّقْدِيرِ مَحْفُوظاً مَلْحُوظاً بِرِعَايَتِكَ يَا قَدِيرُ .. يَا سَمِيعُ يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبَ الدُّعَا ارْعَنَا بِعَيْنِ رِعَايَتِكَ يَا خَيْرَ مَنْ رَعَى .
إلَهَنَا لُطْفُكَ الْخَفِيُّ أَلْطَفُ مِنْ أَنْ يُرَى ، وَأَنْتَ اللَّطِيفُ الَّذِي لَطَفْتَ بِجَمِيعِ الْوَرَى ، حَجَبْتَ سَرَيَانَ سِرِّكَ فِي الْأَكْوَانِ فَلاَ يَشْهَدُهُ إلاَّ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ والْعِيَانِ ، فَلَمَّا شَهِدُوا سِرَّ لُطْفِكَ بِكُلِّ شَيْءٍ أَمِنُوا بِهِ مِنْ سُوءِ كُلِّ شَيْءٍ ، فَأَشْهِدْنَا سِرَّ هَذَا اللُّطْفِ الْوَاقِي مَا دَامَ لُطْفُكَ الدّائِمُ الْبَاقِي .
إلَهَنَا حُكْمُ مَشِيئَتِكَ فِي الْعَبِيدِ لاَ تَرُدُّهُ هِمَّةُ عارِفٍ وَلاَ مُرِيدٍ ؛ لَكِنْ فَتَحْتَ لَنَا أَبْوَابَ الْأَلْطَافِ الْخَفِيَّةِ الْمَانِعَةِ حُصُونُهَا مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ ؛ فَأَدْخِلْنَا بِلُطْفِكَ تِلْكِ الْحُصُونَ يَا مَنْ يَقُولُ لِلشَّيْءِ 🙁 كُن ) فَيَكُونُ .
إلَهَنَا أَنْتَ اللَّطِيفُ بِعِبَادِكَ لاَ سِيَّمَا بِأَهْلِ مَحَبَّتِكَ وَوِدَادِكَ ؛ فَبِأَهْلِ الْمَحَبَّةِ والْوِدَادِ خُصَّنَا بِلَطَائِفِ اللُّطْفِ يَا جَوَادُ .
إلَهَنَا اللُّطْفُ صِفَتُكَ ، والْأَلْطَافُ خَلْقُكَ ، وَتَنْفِيذُ حُكْمِكَ فِي خَلْقِكَ حَقُّكَ ، وَرَأْفَةُ لُطْفِكَ بِالْمَخْلُوقِينَ تَمْنَعُ اسْتِقْصَاءَ حَقِّكَ فِي الْعَالَمِينَ .
إلَهَنَا لَطَفْتَ بِنَا قَبْلَ كَوْنِنَا وَنَحْنُ لِلُّطْفِ غَيْرُ مُحْتَاجِينَ ؛ أَفَتَمْنَعُنَا مِنْهُ مَعَ الْحَاجَةِ لَهُ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ ؟! حاشَا لُطْفُكَ الْكَافِي وَجُودُكَ الْوَافِي .
إلَهَنَا لُطْفُكَ هُوَ حِفْظُكَ إذَا رَعَيْتَ ، وَحِفْظُكَ هُوَ لُطْفُكَ إذَا وَقَيْتَ ؛ فَأَدْخِلْنَا سُرَادِقَاتِ لُطْفِكَ واضْرِبْ عَلَيْنَا أَسْوَارَ حِفْظِكَ .
يَا لَطِيفُ نَسْأَلُكَ اللُّطْفَ أَبَداً .. يَا حَفِيظُ قِنَا السُّوءَ وَشَرَّ الْعِدَا .
يَا لَطِيفُ يَا لَطِيفُ يَا لَطِيفُ مَنْ لِعَبْدِكَ الْعَاجِزِ الْخَائِفِ الضَّعِيفِ ؟!
اللَّهُمَّ كَمَا لَطَفْتَ بِي قَبْلَ سُؤَالِي وَكَوْنِي كُنْ لِي لاَ عَلَيَّ يَا أَمْنِي وَعَوْنِي .
اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِىُّ الْعَزِيز .
آنِسْنِي بِلُطْفِكَ .. يَا لَطِيفُ آنِسِ الْخَائِفَ فِي حالِ الْمَخِيفِ .. تَأَنَّسْتُ بِلُطْفِكَ يَا لَطِيفُ .. تَحَصَّنْتُ بِلُطْفِكَ يَا لَطِيفُ .. وُقِيتُ بِلُطْفِكَ الرَّدَى ، وَتَحَجَّبْتُ بِلُطْفِكَ مِنَ الْعِدَا .. يَا لَطِيفُ يَا حَفِيظ .
وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِم مُّحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ * فِى لَوْحٍ مَّحْفُوظ .
نَجَوْتُ مِنْ كُلِّ خَطْبٍ جَسِيمٍ بِقَوْلِ رَبِّي {وَلَايَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيم} .. سَلِمْتُ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَحَاسِدٍ بِقَولِ رَبِّي {وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِد} .. كُفِيتُ كُلَّ هَمٍّ فِي كُلِّ سَبِيلٍ بِقَوْلِي : حَسْبيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَىْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ * لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللَّهُ وَلِىُّ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون .
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم : لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِى أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَءَامَنَهُم مِّن خَوْف .
اكْتَفَيتُ بـ:كٓهيعٓصٓ ، واحْتَمَيتُ بـ: حمٓ عٓسٓقٓ .. قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْك .. سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيم .
أَحُونٌ قافْ أَدُمَّ حَمَّ هاءٌ آمِين .
اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْرَارِ قِنَا الشَّرَّ والْأَشْرَارَ وَكُلَّ مَا أَنْتَ خالِقُهُ مِنَ الْأَكْدَار .. قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار .. بِحَقِّ كِلاَءَةِ رَحْمَّانِيَّتِكَ اكْلَأْنَا وَلاَ تَكِلْنَا إلَى غَيْرِ إحَاطَتِكَ .
رَبِّي هَذَا ذُلُّ سُؤَالِي فِي بابِكَ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِكَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مَنْ أَرْسَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِين ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَجَّدَ وَعَظَّمَ وَشَرَّفَ وَكَرَّمَ .. سَيِّدِي لاَ تُخْلِنِي مِنَ الرَّحْمَةِ والْأَمَانِ يَا حَنّانُ يَا مَنّانُ .. وَسَلاَمٌ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ والْمُرْسَلِينَ ، والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم .