حزب التحفة السنية للإمام أحمد الرفاعي
أبو العلمين أحمد بن علي بن يحيى الحسيني الهاشمي (ت.578هـ)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال السيد/ إبراهيم الأعزب : ما توسَّل إلى اللَّه بها متوسِّل إلاَّ وفتح له الباب وحصلت له – بإذن اللَّه – الآراب .. هي لقطع المهمّات كالسيف القاطع ، وللسلامة من الملمّات كالدرع الحصين .. يصل ببركتها المنقطعون ، وينجح بها المخذولون .. سيف من سيوف اللَّه ، وسِرّ من أسرار اللَّه ، وكنز من كنوز اللَّه ، وحبل وصلة مع الرسول صلى الله عليه وسلم .. هي للداء العضال كالترياق ، ولجلاء الظلمات القلبية كالشمس عند الإشراق .. يُرَدّ بها الشارد ، وتحصل بها الفوائد ، وتخرق بالمداومة عليها العوائد ، وهي مِن أعزّ فوائد الأقطاب المتمكنين والسلاطين الموصلين .. فوالذي فلق الحبة لن يخزي اللَّهُ مَن دوام عليها أبداً ، ولا يزال فِي كنف اللَّه وكنف رسول صلى اللَّه عليه وسلم .
وكيفيتها :
تقرأ فاتحة الكتاب مَرّةً ، وتَستغفِر اللَّهَ ثلاثا ، وتَذكر اللَّهَ بِـ( لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّه ) مائةَ مَرّة ، وتُصَلِّي على النَّبِيّ عَشْرَ مَرّات ، وتَقرأ سورةَ الضحى ثلاثاً ، وسورةَ الشرح ثلاثاً ، والإخلاص والمعوّذتيْن والفاتحة ثلاثاً ، ثمّ تَقرأ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ) تسع عشر مرة ..
ثم تقول :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ فارِجَ الْهَمِّ كاشِفَ الْغَمِّ مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، رَحْمَنَ الدُّنْيَا والْآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا .. أَنْتَ تَرْحَمُنِي ؛ فارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِين [ ثلاثاً ] .
اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ والْهَرَمِ وَسُوءِ الْكِبَرِ وَفِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْر [ ثلاثاً ] .
رَبِّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّى مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرا .
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْكَرِيمَةِ وَصِفَاتِكَ الْعَظِيمَةِ ، وَبِكَلِمَاتِكَ التّامّاتِ كُلِّهَا ، وَبِآلاَئِكَ وَأَسْرَارِكَ وَأَنْبِيَائِكَ وَأَنْصَارِكَ ، وَبِنَبِيِّكَ وَعَبْدِكَ وَرَسُولِكَ سَيِّدِ أَهْلِ حَضَرَاتِكَ وَعَيْنِ أَرْبَابِ مَعْرِفَتِكَ : سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ حَبِيبِكَ الَّذِي فَتَقْتَ بِهِ رَتْقَ الْمَوَادِّ السّابِقَةِ الْأَصْلِيَّةِ ، وَأَقَمْتَ بِهِ دَعَائِمَ الْمَوَادِّ اللاَّحِقَةِ الْفَرْعِيَّةِ ، عِلَّةِ الْأَجْزَاءِ الْحَادِثَاتِ سَبَباً ، وَدَائِرَةِ النِّكَاتِ الْمُنْبَجِسَةِ مِنْ عالَمِ الْإبْدَاعِ إحَاطَةً وَعَدَداً ، وَمُنْتَهَى الْمَوَارِدِ الْمُنْشَعِبَةِ مِنْ ساحِلِ بَحْرِ الْإيجَادِ مَدَداً ، طَرِيقِ سَبِيلِ التَّجَلِّيَاتِ السّارِي فِي الْمَظَاهِرِ والْمَبَاطِنِ ، وَنُقْطَةِ الْجَمْعِ الْمُحِيطَةِ بِكُلِّ فَرْقٍ ظاهِرٍ وَبَاطِنٍ ، حامِلِ لِوَاء {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم} ، صاحِبِ مَنْشُور {قُلْ إِنَّنِى هَدَانِى رَبِّى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم} .. ارْزُقْنَا اللَّهُمَّ مِنْكَ طُولَ الصُّحْبَةِ وَكَرَامَةَ الْخِدْمَةِ وَلَذَّةَ شُكْرِ النِّعْمَةِ وَحِفْظَ الْحُرْمَةِ وَدَوَامَ الْمُرَاقَبَةِ وَنُورَ الطّاعَةِ واجْتِنَابَ الْمَعْصِيَةِ وَحَلاَوَةَ الْمُنَاجَاةِ وَبَرَكَةَ الْمَغْفِرَةِ وَصِدْقَ الْجَنَانِ وَحَقِيقَةَ التَّوَكُّلِ وَصَفَاءَ الْوُدِّ وَوَفَاءَ الْعَهْدِ واعْتِقَادَ الْفَضْلِ وَبُلُوغَ الْأَمَلِ وَحُسْنَ الْخَاتِمَةِ بِصَالِحِ الْعَمَلِ وَشَرَفَ السَّتْرِ وَعِزَّةَ الصَّبْرِ وَفَخْرَ الْوِقَايَةِ وَسَعَادَةَ الرِّعَايَةِ وَجَمَالَ الْوُصْلَةِ والْأَمْنَ مِنَ الْقَطِيعَةِ والرَّحْمَةَ الشّامِلَةَ والْعِنَايَةَ الْكَافِلَةَ ؛ إنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ ، وَإذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فاقْبِضْنِي إلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُون .. رَبَّنَا ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدا [ ثلاثا ] .
اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِىُّ الْعَزِيز .. يَا كافِيَ الْمُهِمّاتِ يَا رَبَّ الْأَرْضِ والسَّمَاوَاتِ أَسْأَلُكَ بِالْحَقِيقَةِ الْجَامِعَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ ، وَبِمَا انْطَوَى فِي مَضْمُونِهَا مِنْ عَظَائِمِ الْأَسْرَارِ الرَّبّانِيَّةِ ..
بِالْمِيمِ الْمُمْتَدِّ إلَى بُحْبُوحَة {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَان} ، مادَّةِ الْمَظَاهِرِ الطّالِعَةِ والْمَشَارِقِ اللاَّمِعَةِ ، مُحَيَّا الْحِكْمَةِ الْمَقْبُولَةِ ، مَدَارِ الشَّرِيعَةِ الْمَنْقُولَةِ ، مِيزَابِ الْفُوَيْضَاتِ الْهَاطِلَةِ ، مَنْبَعِ الْعَوَارِفِ الْمُتَوَاصِلَةِ ، ماهِيَّةِ الْمَعْرِفَةِ الْمَطْلُوبَةِ ، مِيزَانِ الطَّرِيقَةِ الْمَرْغُوبَةِ ، مُنْتَهَى الْحَقِيقَةِ الْمَحْبُوبَةِ ، مِحْرَابِ جامِعِ الْبِدَايَةِ الْإبْدَاعِيَّةِ ، مِنْبَرِ بَيْتِ النِّهَايَةِ الْإمْكَانِيَّةِ ..
وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِحَاءِ الْحُسْنِ الْأَعَمِّ والْحَمْدِ الْأَتَمِّ ، حَدِّ النِّهَايَاتِ الصّاعِدَةِ فِي إدْرَاجِ السُّمُوِّ الْمَلَكُوتِيِّ ، حَيْطَةِ الْغَايَاتِ الْمُتَقَلِّبَةِ عَلَى بِسَاطِ الْإحْسَانِ الرَّحَمُوتِيِّ ، حَبْلِ إحَاطَةِ مَعَانِي حمٓ عٓسٓقٓ ، حَمْلَةِ دَوْلَةِ التَّصْرِيفِ الَّذِي أَفْرَغَ عَلَى النُّونِ مِنْ طَرِيقِ الْكَافِ حَرْفَ الْعَبْدِيَّةِ الْخَاصَّةِ الْمُضْمَرَةِ فِي عالَمِ حمٓ ، حالَةِ الْمَحْبُوبِيَّةِ الْمُطَرَّزَةِ بِعَلَم الٓمٓ ..
وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِمِيمِ الْمَدَدِ الْمَعْقُودِ عَلَى مُجْمَلِ أَسْرَارِ الْوُجُودِ ، مُدَّةِ الْأَزَلِ السّالِمَةِ مِنْ شَوَائِبِ النُّقْصَانِ ، مُدَّةِ الْأَبَدِ الثّابِتَةِ بِالْوَهْبِ الْقَدِيمِ إلَى آخِرِ الدَّوَرَانِ ، مَعْنَى وَصْفِ الْقِدَمِ فِي ثَوْبِ الْعَدَمِ ، مَرْجِعِ مَظَاهِرِ الْعَدَمِ فِي عالَمِ الْقِدَمِ ، مِفْتَاحِ كَنْزِ الْفَرْقِ بَيْنَ الْعُبُودِيَّةِ والرُّبُوبِيَّةِ ، مِصْبَاحِ التَّجَرُّدِ عَنْ مُلاَبَسَاتِ الْإغْمَاضِ بِالْكُلِّيَّةِ ، مَنَارِ الْإخْلاَصِ الْمُتَحَقِّقِ بِأَكْرَمِ آدَابِ الْمَخْلُوقِيَّةِ ، مَوْلَى كُلِّ ذَرَّةٍ كَوْنِيَّةٍ فِي كُلِّ دائِرَةٍ رَبّانِيَّةٍ ، مِنَصَّةِ التَّجَلِّيَاتِ الصَّمَدَانِيَّةِ فِي حَضَائِرِ التَّعَيُّنِ الْأَوَّلِ ، مَجْمُوعِ التَّدَلِّيَاتِ الْإحْسَانِيَّةِ فِي ساحَةِ رَفْرَفِ الْإفَاضَةِ الْأَطْوَلِ ..
وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِدَالِ الدُّنُوِّ الْأَقْرَبِ الَّذِي لاَ يَنْفَصِلُ عَنْ حَضْرَةِ الْإحْسَانِ ، دَوْلَةِ الْإعَانَةِ الْمُشْتَمِلِ مَقَامُ سُلْطَانِهَا عَلَى جَمِيعِ نَفَائِسِ الْعِرْفَانِ ، دائِرَةِ الْبُرْهَانِ الْكُلِّيِّ الْمُتْرَجَمِ فِي صُحُفِ الْإينَاسِ ، دُرَّةِ الْكِيَانِ النَّوْعِيِّ الْمُتَوَّجِ بِتَاج {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس} .. اغْمِسْنَا فِي أَحْوَاضِ سَوَاقِي مَسَاقِي بِرِّكَ وَرَحْمَتِكَ ، وَقَيِّدْنَا بِقُيُودِ السَّلاَمَةِ والْحِمَايَةِ عَنِ الْوُقُوعِ فِي مَعْصِيَتِكَ ..
طَهِّرِ اللَّهُمَّ قُلُوبَنَا مِنَ الْمُعَارَضَاِت ، وَزَكِّ أَعْمَالَنَا مِنَ الْفُيُوضَاتِ .والشُّبُهَاتِ ، وَأَلْهِمْنَا خِدْمَتَكَ فِي جَمِيعِ الْأَوْقَاتِ ، وَنَوِّرْ قُلُوبَنَا بِأَنْوَارِ الْمُكَاشَفَاتِ ، وَزَيِّنْ ظَوَاهِرَنَا بِأَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ ، وَسَيِّرْ أَفْكَارَنَا وَأَفْهَامَنَا وَعُقُولَنَا فِي مَلَكُوتِ الْأَرْضِ والسَّمَاوَاتِ ، واجْعَلْنَا مِمَّنْ يَرْضَى بِالْمَقْدُورِ وَلاَ يَمِيلُ إلَى دارِ الْغُرُورِ وَيَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ وَيَسْتَعِينُ بِكَ فِي نَكَبَاتِ الدُّهُورِ ..
وارْزُقْنَا اللَّهُمَّ لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ يَا عَزِيزُ يَا كَرِيمُ يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ يَا مُنْعِمُ يَا مُتَفَضِّلُ .. يَا مَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ أَفِضْ عَلَيْنَا سِرّاً مِنْ أَسْرَارِكَ يَزِيدُنَا تَوَلُّها إلَيْكَ واسْتِغْرَاقاً فِي مَحَبَّتِكَ وَلُطْفاً شامِلاً جَلِيّاً وَخَفِيّاً ، وارْزُقْنَا طَيِّباً هَنِيئاً وَمَرِيّاً وَقُوَّةً فِي الْإيمَانِ والْيَقِينِ والصَّلاَبَةِ فِي الْحَقِّ والدِّينِ ، وَعِزّاً بِكَ يَدُومُ وَيَتَخَلَّدُ ، وَشَرَفاً يَبْقَى وَيَتَأَبَّدُ , لاَ يُخَالِطُ تَكَبُّراً وَلاَ عُتُوّاً وَلاَ إرَادَةَ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ وَلاَ عُلُوّاً .
اطْمِسِ اللَّهُمَّ جَمْرَةَ الْأَنَانِيَةِ مِنْ أَنْفُسِنَا بِسَيْلِ سَحَابِ التَّقْوَى ، وَخَلِّصْ أَوْهَامَنَا مِنْ خَيَالِ الْحَوْلِ والْقُوَّةِ والْغُرُورِ والدَّعْوَى ، وَأَلْزِمْنَا كَلِمَةَ التَّقْوَى واجْعَلْنَا أَهْلَهَا ، وَأَعِذْنَا مِنَ الْمُخَالَفَاتِ بِوَاقِيَةِ شِرْعَتِكَ واجْعَلْنَا مَحَلَّهَا ، عَرِّفْنَا حَدَّ الْبَشَرِيَّةِ بِلَطِيفِ إحْسَانِكَ ، وَنَزِّهْ قُلُوبَنَا مِنَ الْغَفْلَةِ عَنْكَ بِمَحْضِ كَرَمِكَ وامْتِنَانِكَ ، واسْتُرْنَا بَيْنَ عِبَادِكَ بِخَاصَّةِ رَحْمَتِكَ ، وانْشُرْ عَلَيْنَا رِدَاءَ مِنَّتِكَ بِخَالِصِ عِنَايَتِكَ وَنِعْمَتِكَ ..
قِنَا اللَّهُمَّ عَذَابَ النّارِ وَفَضِيحَةَ الْعَارِ ، واكْتُبْنَا مَعَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ، أَيِّدْنَا بِقُدْرَتِكَ الَّتِي لاَ تُغْلَبُ ، وَسَرْبِلْنَا بِوَهْبِ إحْسَانِكَ الَّذِي لاَ يُسْلَب .. {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} .. {رَبَّنَا ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدا} …لاَ قُدْرَةَ لِمَخْلُوقٍ مَعَ قُدْرَتِكَ ، وَلاَ فِعْلَ لِمَصْنُوعٍ دُونَ مَشِيئَتِكَ .. تَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. آمَنَّا بِكَ إيمَانَ عَبْدٍ أَنْزَلَ بِكَ الْحَاجَاتِ وَتَوَكَّلَ عَلَيْكَ مُلْتَجِئا لِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ وَقَوِيِّ سُلْطَانِكَ فِي الْحَرَكَاتِ والسَّكَنَاتِ إذْعَاناً وَتَيَقُّناً وَعِلْماً وَتَحَقُّقاً بِأَنَّ غَيْرَكَ لاَ يَضُرُّ وَلاَ يَنْفَعُ وَلاَ يَصِلُ وَلاَ يَقْطَعُ ، وَأَنْتَ الضَّارُّ النّافِعُ الْمُعْطِي الْمَانِعُ .. إنَّا لِلّهِ وَإنَّـا إلَيْهِ راجِعُونَ .
اللَّهُمَّ أَرِنَا الْحَقَّ حَقّاً وارْزُقْنَا اتِّبَاعَهُ ، وَأَرِنَا الْبَاطِلَ باطِلاً وارْزُقْنَا اجْتِنَابَهُ ، وَلاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا مُتَشَابِهاً فَنَتَّبِعَ الْهَوَى .
اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَمُوتَ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا .
أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِالنُّورِ اللاّمِعِ والْقَمَرِ السّاطِعِ والْبَدْرِ الطّالِعِ والْفَيْضِ الْهَامِعِ والْمَدَدِ الْوَاسِعِ ، نُقْطَةِ مَرْكَزِ الْبَاءِ الدّائِرَةِ الْأَوَّلِيَّةِ ، وَسِرِّ أَسْرَارِ الْأَلِفِ الْقُطْبَانِيَّةِ ، واسِطَةِ الْكُلِّ فِي مَقَامِ الْجَمْعِ ، وَوَسِيلَةِ الْجَمِيعِ فِي تَجَلِّي الْفَرْقِ ، جَوْهَرَةِ خِزَانَةِ قُدْرَتِكَ ، وَعَرُوسِ مَمَالِكِ حَضْرَتِكَ ، مَسْجِدِ مِحْرَابِ الْوُصُولِ ، سَيْفِ الْحَقِّ الْمَسْلُولِ ، دائِرَةِ كَوَاكِبِ التَّجَلِّيَاتِ ، وَقُطْبِ أَفْلاَكِ التَّدَلِّيَاتِ ، وَجَوْلَةِ تَيّارِ أَمْوَاجِ بَحْرِ الْقُدْرَةِ الْقَاهِرَةِ ، لَمْعَةِ بارِقَةِ أَنْوَارِ الذّاتِ الْمُقَدَّسَةِ الْبَاهِرَةِ ، فُسْحَةِ مَيْدَانِ باذِخِ مَقَرِّ كُرْسِيِّ النَّهْيِ والْأَمْرِ ، رابِطَةِ طَوْلِ حَوْلِ عَرْشِ التَّصَرُّفِ فِي السِّرِّ والْجَهْرِ ، مَقَامِ تَلَقِّي {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّر} ، سُلْطَانِ سَرِير {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَر} .. اشْرَحِ اللَّهُمَّ صُدُورَنَا بِالْهِدَايَةِ كَمَا شَرَحْتَ صَدْرَهُ ، وَيَسِّرْ بِمَزِيدِ عَوَارِفِ جُودِكَ أُمُورَنَا كَمَا يَسَّرْتَ أَمْرَهُ ، واجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْرِفُ قَدْرَ الْعَافِيَةِ وَيَشْكُرُكَ عَلَيْهَا وَيَرْضَى بِكَ كَفِيلاً لِتَكُونَ لَهُ وَكِيلاً .
تَوَلَّ اللَّهُمَّ أُمُورَنَا بِذَاتِكَ ، وَلاَ تَكِلْنَا إلَى أَنْفُسِنَا وَلاَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَلاَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ ، وَكُنْ لَنَا فِي كُلِّ مَقَامٍ عَوْناً وَوَاقِيا وَنَاصِراً وَحَامِياً .
أَرْضِنَا اللَّهُمَّ فِيمَا تَرْضَى ، والْطُفْ بِنَا فِيمَا يَنْزِلُ مِنَ الْقَضَا .. أَغْنِنَا بِالاِفْتِقَارِ إلَيْكَ ، وَلاَ تُفْقِرْنَا بِالاِسْتِغْنَاءِ عَنْكَ .. زَيِّنْ سَمَاءَ قُلُوبِنَا بِنُجُومِ مَحَبَّتِكَ ، اسْتَهْلِكْ أَفْعَالَنَا فِي فِعْلِكَ ، واسْتَغْرِقْ تَقْصِيرَنَا فِي طَوْلِكَ .
صَحِّحِ اللَّهُمَّ فِيكَ مَرَامَنَا ، وَلاَ تَجْعَلْ فِي غَيْرِكَ اهْتِمَامَنَا .. جِئْنَاكَ بِذُنُوبِنَا وَتَجَرُّدِنَا مِنْ أَعْذَارِنَا فَسَامِحْنَا واغْفِرْ لَنَا .
جَمِّلِ اللَّهُمَّ أَفْئِدَتَنَا بِسَائِغِ شَرَابِ عِنَايَتِكَ ، وَحَسِّنْ أَجْسَامَنَا بِبَرْدِ عافِيَتِكَ وَأَرْدِيَةِ هَيْبَتِكَ وَكَرَامَتِكَ .
اكْفِنَا اللَّهُمَّ شَرَّ الْحَاسِدِينَ والْمُعَادِينَ ، وانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ بِنَصْرِكَ وَتَأْيِيدِكَ يَا قَوِيُّ يَا مُعِينُ .
اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ فاجْعَلْ دائِرَةَ السَّوْءِ عَلَيْهِ .. ارْمِ اللَّهُمَّ نَحْرَهُ فِي كَيْدِهِ وَكَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ حَتَّى يَذْبَحَ نَفْسَهُ بِيَدَيْهِ .. اضْرِبْ عَلَيْنَا سُرَادِقَ الْوِقَايَةِ والرِّعَايَةِ ، وَأَحِطْنَا بِعَسَاكِرِ الْأَمْنِ والصَّوْنِ والْكِفَايَةِ .. رُدَّ بِسَهْمِ قَهْرِكَ مَنْ آذَانَا ، وَأَيِّدْ بِمَكِينِ جَبَرُوتِكَ مَقَامَنَا وَحِمَانَا .. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ وَأَلْحِقْنَا بِالصّالِحِينَ .
بارِكِ اللَّهُمَّ لَنَا فِي أَرْزَاقِنَا وَأَوْقَاتِنَا ، واجْعَلْ عَلَى طَرِيقِ مَرْضَاتِكَ انْقِلاَبَ حَيَاتِنَا وَمَمَاتِنَا .. لاَحِظْنَا بِعَيْنِ الْمَحَبَّةِ الَّتِي لاَ تُبْقِي لِمَنْظُورِهَا ذَنْباً إلاَّ وَتَشْمَلُهُ بِالْغُفْرَانِ ، وَلاَ تَشْهَدُ عَيْباً إلاَّ وَتَحُفُّهُ بِالسَّتْرِ وَإصْلاَحِ الشّانِ .
عَطِّفِ اللَّهُمَّ عَلَيْنَا قُلُوبَ أَوْلِيَائِكَ وَأَحْبَابِكَ ، واكْتُبْنَا اللَّهُمَّ فِي دَفْتَرِ مَحْبُوبِيكَ وَأَهْلِ اقْتِرَابِكَ .
تَجَاوَزِ اللَّهُمَّ عَنْ سَيِّئَاتِنَا كَرَما وَحِلْماً ، وَآتِنَا مِنْ لَدُنْكَ بِسَابِقَةِ فَضْلِكَ عِلْماً .
هَيِّئِ اللَّهُمَّ لَنَا آمَالَنَا عَلَى مَا يُرْضِيكَ بِغَيْرِ تَعَبٍ وَلاَ نَصَبٍ ، واكْفِنَا هَمَّ زَمَانِنَا وَصُرُوفَ بِدَعِهِ وَنَوَائِبِهِ بِلاَ سَعْيٍ وَلاَ سَبَبٍ .. أَقِمْ لَنَا بِكَ عِزّا تَهَابُهُ النَّوَائِبُ ، وَمَجْداً تَتَبَاعَدُ عَنْ أَرِيكَتِهِ الْمَصَائِبُ ، وَشَرَفاً رَفِيعاً تَنْقَطِعُ عَنْهُ أَطْنِبَةُ الْمَتَاعِبِ ، وَكَرَامَةً لاَ يَمَسُّهَا الزَّيْغُ والْبُهْتَانُ ، وَقُدْرَةً لاَ يَشُوبُهَا الظُّلْمُ والْعُدْوَانُ ، وَنُوراً لَمْ تَمَسَّهُ نارُ الدَّعْوَى والْغُرُورِ ، وَسِرّاً لَمْ تُحِطْ بِهِ غَوَائِلُ الْوَسَاوِسِ والشُّرُورِ .
أَثْبِتْنَا اللَّهُمَّ فِي دِيوَانِ الصِّدِّيقِينَ ، وَأَيِّدْنَا بِمَا أَيَّدْتَ بِهِ عبَادَكَ الْمُقَرَّبِينَ ، وَأَكْرِمْنَا بِالثَّبَاتِ عَلَى قَدَمِ عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِين .
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين .
ثم تقرأ الفاتحةَ ثلاثاً ، و( لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّه ) عشر مرات ، والصلاة على النبي – صلى اللَّه عليه وسلم – ثلاثاً ، والفاتحة لِأُمَّة محمَّد – صلى اللَّه عليه وسلم – أجمعين ، والدعاء بما ييسره اللَّه تعالى انتهـى .