المسبعات فى الطريقة القادرية
ورد المسبعات العشر المبارك
واعلم أنَّ وردَ المسبعاتِ العشرِ هو من الأوراد المشتهرة بين السادة الصوفية ولا تكاد تخلو طريقة من الطرق من هذا الورد المبارك، وكل المشايخ يوصون السالكين بهذا الورد العظيم المبارك لما فيه من الفضل والبركة. وهذا الورد المبارك له كيفيتان اشتهرتا بين الصوفية، الأولى تنسب للخضر ، والثانية للشيخ عبد القادر الجيلاني.
أما الكيفية التي تنسب للشيخ عبد القادر الجيلاني فقد أوردها الشيخ إسماعيل القادري في كتابه الفيوضات الربانية في المآثر والأوراد القادرية، وهو معروف ومشتهر عند الكثير من فروع القادرية في البلاد وهذه الكيفية هي:
الـفـاتحـة (سبعاً)، آية الكـرسي (سبعاً)، ألم نشـرح (سبعاً)، الـقـدر (سبعاً)، الكـافـرون (سبعاً)، النصـر (سبعاً)، المسـد (سبعاً)، الإخــلاص (سبعاً)، الفلــق (سبعاً)، الـنـــاس (سبعاً)، ويضاف إليها اســم الجـــلالة (1000).
وهذا الورد هو مِنْ أوراد الطريقة القادرية ينبغي على المريد أنْ يحافظ عليها دوماً، ووقت قراءتها يكون بعد المغرب، وأن تعسر ففي أي وقت آخر.
!وأما الكيفية التي تنسب للخضر U فهي كيفية مشتهرة عند الكثير من الصوفية في مشارق الأرض ومغاربها، وبعد البحث والتدقيق وجدت أنَّ الإمام الغزالي T أوردها في كتابه الإحياء في المجلد الأول في كتاب ترتيب الأوراد وتفصيل إحياء الليل (ص233)، وأوردها أبو طالب المكي في كتابه قوت القلوب في المجلد الأول في فصل ما يستحب من الذكر (ص17)، وهذه هي الرواية التي أورداها رضي الله عنهما: فقد روي ذلك سعيد بن سعيد عن أبي طيبة عن كرز بن وبرة رحمه الله وكان من الأبدال قال: أتاني أخٌ لي منْ أهل الشام فأهدى لي هديةً، وقال يا كرز اقبل مني هذه الهدية فإنها نعمت الهدية، فقلت يا أخي ومن أهدى لك هذه الهدية قال: أعطانيها إبراهيم التيمي، قلت أفلم تسأل إبراهيم من أعطاه إياها، قال: بلى! قال: كنت جالساً في فناء الكعبة وأنا في التهليل والتسبيح والتحميد والتمجيد، فجاءني رجلٌ فسلم عليَّ وجلس عن يميني فلم أرَ في زماني أحسن منه وجهاً ولا أحسن منه ثياباً ولا أشدَّ بياضاً ولا أطيب ريحاً منه، فقلت: يا عبد الله من أنت؟ ومن أين جئت؟ فقال أنا الخضر!
فقلت: في أي شيء جئتني؟ فقال: جئتك للسلام عليك وحباً لك في الله، وعندي هدية أريدُ أن أهديها لك، فقلت: ما هي؟ قال: أن تقول قبل طلوع الشمس وقبل انبساطها على الأرض، وقبل الغروب، سورة الحمد وقل أعوذ برب الناس وقل أعوذ برب الفلق وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون وآية الكرسي كل واحدة (سبع مرات)، وتقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر (سبعاً)، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم (سبعاً)، وتستغفر لنفسك ولوالديك والمؤمنين وللمؤمنات (سبعاً)، وتقول اللَّهُمَّ افعل بي وبهم عاجلاً وآجلاً في الدين والدنيا والآخرة ما أنت له أهلٌ ولا تفعل بنا يا مولانا ما نحن له أهلٌ إنك غفور حليم جواد كريم رءوف رحيم (سبع مرات)، وانظر أنْ لا تدع ذلك غدوةً وعشيةً، فقلت: أحب أن تخبرني من أعطاك هذه العطية العظيمة؟ فقال: أعطانيها محمد صلى الله عليه وسلم. فقلت أخبرني بثواب ذلك؟ فقال: إذا لقيت محمداً صلى الله عليه وسلم فاسأله عن ثوابه فإنه يخبرك بذلك. فذكر إبراهيم التيمي أنه رأى ذات يوم في منامه كأن الملائكة جاءته فاحتملته حتى أدخلوه الجنة فرأى ما فيها ووصف أموراً عظيمةً مما رآه في الجنة، قال: فسألت الملائكة فقلت: لمن هذا؟
فقالوا: للذي يعمل مثل عملك، وذكر أنه أكل من ثمرها وسقوه من شرابها، قال: فأتاني النبي e ومعه سبعون نبياً وسبعون صفاً من الملائكة كل صفٍ مثل ما بين المشرق والمغرب، فسلم عليَّ وأخذ بيدي، فقلت: يا رسول الله الخضر أخبرني أنه سمع منك هذا الحديث! فقال: صدق الخضر وكل ما يحكيه فهو حق، وهو عالم أهل الأرض، وهو رئيس الأبدال، وهو من جنود الله تعالى في الأرض، فقلت: يا رسول الله فمن فعل هذا أو عمله ولم يرَ مثل الذي رأيت في منامي هل يعطى شيئاً مما أعطيته؟ فقال: والذي بعثني بالحق نبياً إنه لَيُعْطَى العامل بهذا وإن لم يرني ولم يرَ الجنةَ، إنه ليغفر له جميع الكبائر التي عملها ويرفع الله تعالى عنه غضبه ومقته ويأمر صاحب الشمال أنْ لا يكتب عليه خطيئةً من السيئاتِ إلى سنة والذي بعثني بالحق نبياً ما يعمل بهذا إلا منْ خلقهُ الله سعيداً ولا يتركه إلا من خلقه الله شقياً.
وكيفية الخضر U هي: الـفـاتحـة (سبعاً)، آية الكـرسي (سبعاً)، الكـافـرون (سبعاً)، الإخــلاص (سبعاً)، الفلــق (سبعاً)، الـنـــاس (سبعاً)، سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ (سبعاً)، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (سبعاً)، رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ (سبعاً)، اللَّهُمَّ افْعَلْ بِي وَبِهِمْ عَاجِلَاً وَآجِلاً فِي الدِّينِ وَالدُّنْيا وَالْآخِرَةِ مَا أَنْتَ لَهُ أَهْلٌ وَلَا تَفْعَلْ بِنَا يَا مَوْلَانَا مَا نَحْنُ لَهُ أَهْلٌ إِنَّكَ غَفُورٌ حَلِيمٌ جَوَادُ كَرِيمٌ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (سبعاً).
واعلم أنَّ هذه المسبعات كما ورد عن أهل الله أنها تنفي الحقد والحسد والغلَّ من القلب، ومن أسرع الأبواب التي تهيئك للتلقي من الخضر u. ووقت قراءتها يكون بعد صلاة الصبح إلى وقت الشروق مرة، وقبل الغروب مرة، ومن الممكن قراءتها بعد صلاة المغرب، وسندنا فيها من عدة طرق مباركة وهي :
سندنا عن الشيخ عبد القادر الجيلاني هو: أرويها عن الشيخ عبيد الله القادري، وهو عن أخيه الشيخ محمد القادري، عن والده الشيخ أحمد الأخضر القادري، عن الشيخ أحمد الشريف السنوسي، عن عمه الشيخ محمد المهدي السنوسي والشيخ أحمد الريفي وكلاهما عن الشيخ محمد بن علي السنوسي، عن الشيخ أبي سليمان العجيمي، عن العلامة المرتضى، عن العلامة ابن الطيب الفاسي المدني، عن الشيخ حسن العجيمي، عن الشيخ أبي بكر بن سالم، عن أبيه أحمد بن شيخان العلوي والصفي أحمد بن محمد القشاشي وكلاهما عن المحدث العلامة الشيخ أبي المواهب أحمد بن علي الشناوي المصري ثم المدني، عن المحدث العلامة عبد الرحمن بن عبد العزيز بن فهد الهاشمي المكي، عن عمه جار الله عبد العزيز بن فهد الهاشمي المكي، عن شيخ الحديث الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي، عن الشيخ جلال الدين الملقن عن المحدث المسند إبراهيم التنوخي، عن الشيخ أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار الصالحي الدمشقي، عن السيد أحمد بن يعقوب المارستاني، عن شيخ الإسلام محيي الدين عبد القادر الجيلاني.
وسندنا عن حجة الإسلام الإمام الغزالي هو : عن الشيخ محمد القادري، عن الشيخ محمد العربي العزوزي، عن والده المعمر محمد المهدي العربي العزوزي، عن والده المعمر الشيخ محمد العربي بن محمد الهاشمي العزوزي، عن الشيخ محمد العربي بن محمد المعطي التادلي، عن خاتمة الحفاظ في الديار المصرية أبي الفيض محمد مرتضى الزبيدي ، وهو عن محمد بن الطيب بن محمد الفاسي وإسماعيل عبد الله بن علي، وكلاهما عن محمد بن إبراهيم بن حسن، عن والده، عن الشيخ الإمام عبد الوهاب الشعراني، عن شيخ الإسلام الشيخ زكريا الأنصاري، عن الحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن حجر العسقلاني، عن أبي حيان محمد بن حيان، عن جده أبي حيان محمد بن يوسف بن حيان الأندلسي، عن الحسن بن أبي الأحوص الفهري، عن أحمد بن محمد الخزرجي، عن القاضي أبي بكر الجزائري عن مؤلف كتاب الإحياء الإمام حجة الإسلام محمد بن محمد الغزالي بسنده المبارك الشريف.
وسندنا عن الشيخ أبي طالب المكي هو: عن الشيخ محمد القادري، عن الشيخ محمد عربي العزوزي، عن الشيخ محمد بن أبي طالب المغربي الحسني، عن الشيخ عبد الرحمن الكزبري، عن الشيخ مصطفى الرحمتي، عن الشيخ عبد الغني النابلسي، عن النجم الغزي، عن والده بدر الدين الغزي، عن الإمام السيوطي، عن الشهاب أحمد الحجازي عن أبي اسحاق التنوخي، عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار، عن عبد العزيز بن دلف الزاهد، عن أبي الفتح محمد بن يحيى البرواتي، عن أبي علي محمد المنذري، عن أبي حفص عمر عن والده مؤلف قوت القلوب الشيخ العارف بالله أبي طالب المكي بسنده الشريف المبارك.
نقلاً عن كتاب
الكنوز النوارنية من أدعية واوراد السادة القادرية
للشيخ مخلف العلي الحذيفي القادري