ورد العصر للإمام عبد القادر الجيلاني
سيدي عبد القادر بن موسى بن عبد الله الحسني، أبو محمد، محيي الدين الجيلاني (ت. 561 هـ)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} قَيُّومِ السَّمَاوَاتِ والأَرَضِينَ ، مُدَبِّرِ الْخَلاَئِقِ أَجْمَعِينَ ، مُنَوِّرِ أَبْصَارِ بَصَائِرِ الْعَارِفِينَ بِنُورِ الْمَعْرِفَةِ والْيَقِينِ ، جاذِبِ أَزِمَّةِ أَسْرَارِ الْمُحَقِّقينَ بِجَذْبِ الْقُرْبِ والتَّمْكِينِ ، وَفَاتِحِ قُلُوبِ الْمُوَحِّدِينَ بِمَفَاتِيحِ حَمْدِ الشّاكِرِينَ ، جامِعِ أَشْتَاتِ شَمْلِ الْمُحِبِّينَ فِي حَظَائِرِ قُدْسِهِ وَأُنْسِهِ بِمَجْمَعِ الْحِفْظِ والْيَقِينِ .. أَحْمَدُهُ حَمْداً يَفُوقُ وَيَعْلُو وَيَفْضُلُ حَمْدَ الْحَامِدِينَ ؛ حَمْداً يَكُونُ لِي فِيهِ رِضاً وَفَيْضاً وَحِفْظاً وَحَظّاً وَذُخْراً وَحِرْزاً عِنْدَ خالِقِي وَخَالِقِ الأَقَالِيمِ والْجِهَاتِ والأَقْطَارِ والأَمْصَارِ والأَعْصَارِ والأَمْلاَكِ والأَفْلاَكِ ، رَبِّ الْعَالَمِينَ ، رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرَضِينَ ، وَرَبِّ الأَقْرَبِينَ وَرَبِّ الأَبْعَدِينَ ، وَرَبِّ الأَوَّلِينَ وَرَبِّ الآخِرِينَ ، وَرَبِّ الْمَلاَئِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَرَبِّ الأَنْبِيَاء والْمُرْسَلِينَ ، وَرَبِّ الْخَلاَئِقِ أَجْمَعِين ,
{الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} الأَزَلِيِّ الْقَدِيمِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ، الَّذِي دَحَا الإقْلِيمَ ، واخْتَصَّ مُوسَى الْكَلِيمَ ، واخْتَارَ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حَبِيباً مِنْ بَيْنِ الأَنْبِيَاءِ والْمُرْسَلِينَ ، وَسَمَّى نَفْسَه {الرَّحْمَنِ الرَّحِيم} ؛ فَهُمَا اسْمَانِ عَظِيمَانِ كَرِيمَانِ جَلِيلاَنِ ، فِيهِمَا شِفَاءٌ لِكُلِّ سَقِيمٍ وَدَوَاءٌ لِكُلِّ عَلِيلٍ وَغِنَاءٌ لِكُلِّ فَقِيرٍ وَعَدِيم .
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّين﴾ لَيْسَ لَهُ فِي مُلْكِهِ مُنَازِعٌ وَلاَ شَرِيكٌ وَلاَ ظَهِيرٌ وَلاَ شَبِيهٌ وَلاَ نَظِيرٌ وَلاَ مُدَبِّرٌ وَلاَ وَزِيرٌ وَلاَ مُعِينٌ ؛ بَلْ كانَ قَبْلَ وُجُودِ الْعَالَمِينَ أَجْمَعِينَ ، وَلَمْ يَزَلْ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – مَلِيكاً كَرِيماً قَيُّوماً أَبَدَ الآبِدِينَ وَدَهْرَ الدّاهِرِينَ ، فَهُوَ إحَاطَتِي مِنْ جَمِيعِ الشَّيَاطِينِ والسَّلاَطِينِ ، وَعَوْنٌ لِي مِنْ جَمِيعِ الأَقْرَبِينَ والأَبْعَدِين .
{إِيَّاكَ نَعْبُد} يَا مَوْلاَنَا بِالإقْرَارِ ، وَنَعْتَرِفُ لَكَ – أَيْضاً – بِالْعَجْزِ والتَّقْصِيرِ ، وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ فِي سائِرِ الأُمُورِ ، وَنَعْتَصِمُ بِكَ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ والإكْرَام .
{وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} وَنَسْتَعِينُ بِاللَّهِ عَلَى كُلِّ حاجَةٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا والدِّينِ .
اللَّهُمَّ يَا هادِيَ الْمُضِلِّينَ لاَ هادِيَ لَنَا غَيْرُكَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ .. أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا وَهَادِيَنَا وَمُهْدِيَنَا مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَحَبِيبُكَ وَنَبِيُّكَ ، النَّبِيُّ الأُمِّيُّ الصّادِقُ الْوَعْدِ الأَمِينُ ، الْمَبْعُوثُ رَحْمَةً إلَى كافَّةِ الْخَلاَئِقِ أَجْمَعِينَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَشِيعَتِهِ وَوَارثِيهِ وَحِزْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ ، صَلاَةً وَسَلاَماً دائِمَيْنِ مُتَلاَزِمَيْنِ باقِيَيْنِ إلَى يَوْمِ الدِّين .
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِم﴾ مِنَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَدَاءِ والصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً .. ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً .. صِراطَ أَهْلِ الاِسْتِقَامَةِ والدِّينِ والتَّعْظِيمِ .. صِرَاطَ أَهْلِ الإخْلاَصِ والتَّسْلِيمِ .. صِراطَ الرّاغِبِينَ إِلَى جَنّاتِ النَّعِيمِ .. صِرَاطَ الْمُسْتَأْنِسِينَ إلَى وَجْهِكَ الكَرِيم ..
{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .. اللَّهُمَّ لاَ تَغْضَبْ عَلَيْنَا ، وَسَهِّلْ لَنَا طَرِيقاً بَيِّناً لِمَا قَدْ نَطْلُبُهُ مِنْكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، واحْجُبْ عَنَّا كُلَّ قاطِعٍ وَمَانِعٍ وَحَاسِدٍ وَبَاغِضٍ مِنَ الْخَلْقٍ والْجِنِّ والإنْسِ أَجْمَعِين .
{وَلَا الضَّالِّين} آمِينَ آمِين .
اللَّهُمَّ يَا مالِكَ مُلُوكِ الْعَوَالِمِ كُلِّهَا لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ .. رَبِّ تَدَارَكْنَا بِرَحْمَتِكَ ، وَنَجِّنَا مِنَ الْغَمِّ يَا مُنَجِّي الْمُؤْمِنِينَ ، وَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ .. يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ أَغِثْنَا .
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ بِمَوْضِعِكَ فِي قُلُوبِ الْعَارِفِينَ ، وَبِبَهاءِ كَمَالِ جَلاَلِ جَمَالِ سِرِّكَ فِي سائِرِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَبِدَقَائِقِ طَرَائِقِ السّادَاتِ الْفَائِزِينَ ، وَبِخُضُوعِ خُشُوعِ دُمُوعِ أَعْيُنِ الْبَاكِينَ ، وَبِرَجِيفِ وَجِيفِ قُلُوبِ الْخَائِفِينَ ، وَبِتَرَنُّمِ تَوَاتُرِ خَوَاطِرِ الْوَاصِلِينَ ، وَبِرَنِينِ وَنِينِ حَنِينِ أَنِينِ الْمُذْنِبِينَ ، وَبِتَوْحِيدِ تَمْهِيدِ تَمْجِيدِ تَحْمِيدِ أَلْسِنَةِ الذّاكِرِينَ ، وَبِرَسَائِلِ مَسَائِلِ الطّالِبِينَ ، وَبِمُكَاشَفَاتِ لَمَحَاتِ نَظَرَاتِ أَعْيُنِ النّاظِرِينَ إلَى عَيْنِ الْيَقِينِ ، وَبِوُجُودِ وَجْدِ وُجُودِكَ وُوُجُودِهِمْ لَكَ فِي غَوَامِضِ أَفْئِدَةِ سِرِّ الْمُحِبِّينَ ؛ أَنْ تَغْرِسَ فِي حَدَائِقِ بَسَاتِينِ قُلُوبِنَا أَشْجَارَ تَوْحِيدِكَ وَتَمْجِيدِكَ لِنَقْتَطِفَ بِهَا أَثْمَارَ تَقْدِيسِكَ وَتَسْبِيحِكَ بِأَنَامِلِ أَكُفِّ اجْتِنَاءِ لُطْفِكَ وَإحْسَانِكَ .
اللَّهُمَّ واكْشِفْ عَنْ عُيُونِ أَبْصَارِ بَصَائِرِنا حُجُبَ احْتِجَابِنَا ، واجْعَلْنَا مِمَّنْ رَمَى إلَيْكَ بِسَهْمِ الاِبْتِهَالِ فَأَصَابَ ، وَمِمَّنْ دَعَوْتَ جَوَارِحَ أَرْكَانِهِ لِخِدْمَتِكَ فَأَجَابَ ، وَجَعَلْتَهُ مِنْ خَوَاصِّ أَهْلِ الْعِنَايَةِ والأَحْبَابِ .
اللَّهُمَّ إنَّ أَرْضَ الْوِلاَيَةِ مِنْ قُلُوبِنَا مُجْدِبَةٌ يابِسَةٌ عابِسَةٌ ؛ فاسْقِهَا مِنْ سَحَائِبِ أَمْطَارِ الْوِلاَيَةِ بِالأَزْهَارِ ؛ لِتُصْبِحَ مُخْضَرَّةً بِجَمِيعِ رَيَاحِينِ الْقَبُولِ والإيمَانِ ، مُتَفَتِّقَةً كَمَائِمُ أَزْهَارِ طَلْعَتِهَا بِشَقَائِقِ الرُّؤْيَةِ والْعِيَانِ ، مُتَرَنِّمَةً بِغَالِبِ بُلْبُلِ فَرْحَتِهَا كَتَرَنُّمِ الْبُلْبُلِ فِي أَفْنَانِ الأَغْصَانِ ، شاكِرَةً ذاكِرَةً لَكَ عَلَى مَا أَوْلَيْتَهَا مِنْ فَوَائِدِ النِّعَمِ والإحْسَانِ .
اللَّهُمَّ مِنَّا الدُّعَاءُ وَمِنْكَ الإجَابَةُ ، وَمِنَّا الرَّمْيُ بِسَهْمِ الرَّجَاءِ وَمِنْكَ الإصَابَةُ ، واجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مِمَّنْ دَعَا مَحْبُوبَهُ فَأَجَابَهُ وَأَعْطَاهُ مَا تَمَنّاهُ عَلَيْهِ وَمَا أَخَابَهُ .
اللَّهُمَّ نَحْنُ عَبِيدُكَ الْفُقَرَاءُ الضُّعَفَاءُ الْمُقَصِّرُونَ الْمَسَاكِينُ الْوَاقِفُونَ عَلَى عَتَبَةِ جَنَابِ ساحَةِ أَلْطَافِكَ الْمُنْتَظِرُونَ شَرْبَةً مِنْ جَنَابِ حُمَيَّا خَنْدَرِيسِ رَحِيقِ عِنَايَةِ شَرَابِكَ لِنُصْبِحَ بِهَا نَشَاوَى مُوَلَّهِينَ مِنْ سَكْرَةِ لَحْظَةِ خِمَارِكَ ، واجْعَلْنَا مِمَّنْ جَدَّتْ بِهِ إلَيْكَ مَطَايَا الْهِمَمِ مُتَمَلِّقَةً مُتَعَلِّقَةً بِأَذْيَالِ الْمَعْرُوفِ والْكَرَمِ ، وَقَدْ حَطَطْنَا أَحْمَالَ أَثْقَالِنَا عَلَى ساحَاتِ قُدْسِكَ مُتَعَطِّرَةً مِنْ نَفَحَاتِ نَسَمَاتِ قُرْبِكَ وَأُنْسِكَ ، مُسْتَجيرةً بِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ الدَّيّانُ مِنْ جَوْرِ سُلْطَانِ الْقَطِيعَةِ والْهِجْرَانِ .. اسْمَعْ تَبَتُّلَنَا وابْتِهَالَنَا إلَيْكَ ، وَقَدْ تَوَكَّلْنَا فِي جَمِيعِ أُمُورِنَا عَلَيْكَ .. لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إلاَّ إلَيْكَ .
اللَّهُمَّ سُقْ إلَيْنَا مِنْ رَحْمَتِكَ مَا يُغْنِينَا ، وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ مَا يَكْفِينَا ، وادْفَعْ عَنَّا مِنْ بَلاَئِكَ مَا يُبْلِينَا ، وَأَلْهِمْنَا مِنَ الْعَمَلِ الصّالِحِ مَا يُنْجِينَا ، وَجَنِّبْنَا مِنَ الْعَمَلِ السَّيِّئِ مَا يُرْدِينَا ، وَأَفِضْ عَلَيْنَا مِنْ نُورِ هِدَايَتِكَ مَا يُقَرِّبُنَا مِنْ مَحَبَّتِكَ وَيُدْنِينَا ، وادْفَعْ عَنَّا مِنْ مَقْتِكَ مَا يُؤْذِينَا ، واقْذِفْ فِي قُلُوبِنَا مِنْ نُورِ مَعْرِفَتِكَ مَا يُحْيِينَا ، وارْزُقْنَا مِنَ الْيَقِينِ مَا تُثَبِّتُ بِهِ أَفْئِدَتَنَا وَيَشْفِينَا ، وَعَافِنَا ظاهِراً وَبَاطِناً مِنْ كُلِّ مَا فِينَا.
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ فَوَاتِحَ الْخَيْرِ وَخَوَاتِمَهُ وَجَوَامِعَهُ وَكَوَامِلَهُ وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَظَاهِرَهُ وَبَاطِنَهُ ، وانْظِمْنَا بِسِلْكِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَأَنْتَ راضٍ عَنَّا ، وَلَكَ الْحَمدُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .. يَا هادِيَ الْمُضَلِّينَ لاَ هادِيَ لَنَا غَيْرُكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .. يَا هادِيَ عِبَادِكَ الْمُضَلِّينَ قَرِّبْنَا إلَيْكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ آمِـينَ .. آمِنَّا مِنَ الْخَوْفِ مِنْكَ يَا أَمَانَ الْخَائِفِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ أَنْ تُنْعِمَ عَلَيْنَا بِرِضَاكَ يَا مالِكَ رِقَابِ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ والْعَوَالِمِ أَجْمَعِينَ .. لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ .
اللَّهُمَّ أَدْرِكْنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ ، وَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ يَا مُفَرِّجَ كُرَبِ الْخَلاَئِقِ أَجْمَعِينَ ، وَنَجِّنَا مِنَ الْهَمِّ والْغَمِّ يَا مُنَجِّي الْمُؤْمِنِينَ ، وارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّه يَا اللَّهُ أَنْ تَفْتَحَ لِي مِنْ سائِرِ الطُّرُقِ والأَبْوَابِ إِلَى اسْمِكَ الْقَدِيمِ ، وَتُيَسِّرَ لِي بِهِ كُلَّ عِلْمٍ وَأَمْرٍ عَسِيرٍ ، وَسَهِّلْ لِي بِهِ كُلَّ أَمْرٍ يَسِيرٍ ، وَتُقَرِّبَ بِهِ كُلَّ أَمْرٍ صَعْبٍ بَعِيدٍ ، وَتُسَخِّرَ لِي بِهِ الْوُجُودَ .. يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ مَكِّنِّي مِنَ التَّفَرُّجِ فِي سَعَةِ مُلْكِكَ وَمَلَكُوتِكَ .. مَلِّكْنِي يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ ناصِيَةَ كُلِّ ذِي رُوحٍ ناصِيَتُهُ بِيَدِكَ ، وَنَجِّنِي يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ مِنْ مُوجِبَاتِ غَضَبِكَ ، وَتُبَعِّدَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ ، وَأَنْ تُدْرِكَنِي بِخَفِيِّ لُطْفِكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ ، وَأَنْ تُسَخِّرَ لِي وَتُمَكِّنَنِي مِنْ كُلِّ مَا أُرِيدُهُ كَمَا أَنْتَ تُرِيدُ ؛ إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ؛ فَإنَّكَ أَنْتَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ الْوَلِيُّ الْمَجِيدُ الْبَاعِثُ الشَّهِيدُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْفَعّالُ لِمَا تُرِيدُ .. يَا بارِئُ يَا مَعْبُودُ يَا مَقْصُودُ يَا مَوْجُودُ يَا حَقُّ يَا مَعْبُودُ يَا مَنْ عَلَيْهِ الْعَسِيرُ يَسِيُرٌ يَا مَنْ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَإلَيْهِ الْمَصِيرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ أَنْ تَكْفِيَنِي شَرَّ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فيهَا ، وَشَرَّ كُلِّ ذِي شَرٍّ ، وَشَرَّ كُلِّ أَسَدٍ وَحَيَّةٍ وَعَقْرَبٍ ، وَكُلِّ شَيْءٍ يَكُونُ عَقُوراً ، وَشَرَّ ساكِنِ الْقُرَى والْمُدُنِ والْحُصُونِ والْقِلاَعِ والْحَمِيّاتِ وَسَائِرِ الْوَحْشِيّاتِ .. يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ ، يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَا رَبُّ ، يَا رَحْمَنُ يَا رَحْمَنُ يَا رَحْمَنُ ، يَا رَحِيمُ يَا رَحِيمُ يَا رَحِيمُ ، يَا مالِكُ يَا مالِكُ يَا مالِكُ ، يَا مُعِينُ يَا مُعِينُ يَا مُعِينُ ، يَا هادِي يَا هادِي يَا هادِي ـ يَا مُهْدِي يَا مُهْدِي يَا مُهْدِي ؛ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ فاتِحَةِ الْكِتَابِ أَنْ تُسَخِّرَ لِي كُلَّ شَيْءٍ .. يَا وَهّابُ يَا وَهّابُ يَا وَهّابُ يَا رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ قادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ اصْرِفْ عَنِّي شَرَّ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبَارِكْ لِي فِي خَيْرِ كُلِّ شَيْءٍ ، وَسَهِّلْ لِي كُلَّ شَيْءٍ ، واعْصِمْنِي مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ ، واغْفِرْ لِي كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى لاَ تَسْأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ ؛ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ يَا مُجِيبَ السّائِلِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ السُّورَةِ الشَّرِيفَةِ الْمُبَارَكَةِ بِفَوَاضِلِ التَّفْضِيلِ فِي الْوُجُودِ أَسْأَلُكَ أَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ الْعَمِيمِ وَجُودِكَ الْكَرِيمِ يَا حَلِيمُ يَا حَلِيمُ يَاحَلِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ.
!!!اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ أَنْ تَرْزُقَنَا رِزْقاً حَلاَلاً مُبَارَكاً طَيِّباً ، وَأَنْ تُهَذِّبَ أَخْلاَقَنَا يَا ذَا الْجُودِ والإحْسَانِ والْفَضْلِ والاِمْتِنَانِ يَا سُلْطَانُ يَا دَيّانُ ، وَأَنْ تَبْسُطَ لَنَا مِنْ عِنَايَتِكَ مَا قَدْ تَجُودُ عَلَيْنَا حَتَّى تَتَقَلَّبَ إلَيْكَ قُلُوبُنَا فِي بَحْرِ طاعَتِكَ وَأَبْصَارُ بَصَائِرِنَا مُنَوَّرَةٌ بِهِدَايَتِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ أَنْ تُحَقِّقَ أَرْوَاحَنَا بِحَقَائِقِ الْعِرْفَانِ ، وَأَنْ تُتَوِّجَنَا بِتِيجَانِ الْقَبُولِ والإكْرَامِ والاِمْتِنَانِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .. اللَّهُمَّ آمِينَ آمِينَ آمِينَ .
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ أَنْ تُعْطِيَنَا صَبْراً جَمِيلاً وَفَرَجاً قَرِيباً وَأَجْراً عَظِيماً وَقَلْباً سَلِيماً وَلِسَاناً ذاكِراً وَسَعْياً مَشْكُوراً وَذَنْباً مَغْفُوراً وَعَمَلاً صالِحاً مَقْبُولاً وَعِلْماً نافِعاً وَقَلْباً خاشِعاً وَرِزْقاً واسِعاً وَتَوْبَةً نَصُوحاً وَدُعَاءً مُسْتَجَاباً وَكَسْباً طَيِّباً حَلاَلاً وَإيمَاناً ثابِتاً وَدِيناً قَيِّماً وَجَنَّةً وَحَرِيراً وَعِزّاً وَظَفَراً وَفَتْحاً قَرِيباً يَا خَيْرَ النّاصِرِينَ يَا خَيْرَ الْغَافِرِينَ وَيَا مُجِيبَ دُعَاءِ عِبَادِكَ الْمُضْطَرِّينَ ، إنَّكَ أَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ .. آمِينَ آمِينَ .
وَصَلِّ اللَّهُمَّ أَفْضَلَ صَلاَةٍ وَأَزْكَى تَسْلِيمٍ عَلَى أَفْضَلِ عِبَادِكَ أَجْمَعِينَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ والأَرَضِينَ مُحَمَّدٍ خاتَمِ الأَنْبِيَاءِ والْمُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ صَلاَةً وَسَلاَماً دائِمَيْنِ باقِيَيْنِ مُتَلاَزِمَيْنِ إلَى يَوْمِ الدِّينِ ، والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين .