منظومة توسل الشاذلية
يَا رَبِّ بِالِاسْمِ الْعَظِيمِ وَفَضْلِهِ * وَبِسِرِّ آيَاتِ الْكِتَابِ الْمُقْتَدَى
بِالْمُصْطَفَى الْمُخْتَارِ مَنْ حَقّاً يَكُنْ * غَوْثاً لَنَا يَوْمَ الْمَعَادِ مُحَمَّدَا
وَبِبِنْتِهِ وَبِبَعْلِهَا مُفْنِي الْعِدَا * بِابْنَيْهِمَا الْحَسَنَيْنِ أَعْلاَمِ الْهُدَى
بِالرُّسْلِ ثُمَّ الْأَنْبِيَاءِ بِجَمْعِهِمْ * وَكَذَا الْمَلاَئِكَةِ الْكِرَامِ السُّجَّدَا
وَبِزَيْنَبٍ وَسُكَيْنَةٍ وَنَفِيسَةٍ * هُنَّ الذَّخَائِرُ فِي الْخُطُوبِ وَفِي غَدَا
وَبِبَضْعَةِ الزَّهْرَاءِ فاطِمَةَ الَّتِي * مَنْ أَمَّهَا نالَ الْمُنَى والسُّؤْدَدَا
بِكَرِيمَةِ الدّارَيْنِ فَهْيَ نَفِيسَةٌ * ذاتُ الْفَضَائِلِ والْمَوَاهِبِ والنَّدَى
وَبِأَهْلِ بَدْرٍ والصَّحَابَةِ كُلِّهِمْ * بِالتّابِعِينَ لَهُمْ دَوَاماً سَرْمَدَا
وَبِعَبْدِكَ النُّعْمَانِ ثُمَّ بِمَالِكٍ * بِالشّافِعِي قُطْبِ الْوُجُودِ وَأَحْمَدَ
وَكَذَا ابْنِ سَعْدٍ ذِي الْمَكَارِمِ والعَطَا * لَيْثِ الْأَفَاضِلِ مَنْ بِهِ نُكْفَى الرَّدَى
بِالسَّيِّدِ الْبَدَوِيِّ بابِ الْمُصْطَفَى * بَحْرِ الْفُتُوَّةِ والْمَكَارِمِ والنَّدَى
بِالشّاذِلِيِّ وَبِالرِّفَاعِي الْأَحْمَدَ * بِالْقَادِرِيِّ وَبِالدُّسُوقِي الْأَمْجَدَ
وَكَذَا ابْنِ بَشِيشِ أَبِي الْأَقْطَابِ مَنْ * نَقَلَ الْمُرِيدَ إلَى الرَّشَادِ وَأَسْعَدَ
وَبِعَابِدِ الْمُتَعَالِ خَيْرِ وَسِيلَةٍ * عِنْدَ الْمُلَثَّمِ لِلْمُرِيدِ مَقَاصِدَا
وَبِغَوْثِنَا وَإمَامِنَا الْمُرْسِيِّ مَنْ * نَشَرَ الطَّرِيقَ الشّاذِلِيَّ وَأَيَّدَ
بِالْفَاضِلِ ابْنِ عَطَاءِ مَنْ بِعَطَائِهِ * أَحْيَا قُلُوبَ الْغَافِلِينَ وَشَيَّدَ
بِالْكَامِلِ ابْنِ بُوصِيرِي مَنْ بِبَلاَغَةٍ * فِي مَدْحِهِ الْمُخْتَارَ كانَ الْمُفْرَدَ
وَكَذَاكَ بِالْعَرْشِ مِنْ بِكَمَالِهِ * قَدْ صارَ قُطْباً فِي الْأَنَامِ وَسَيِّدَا
ثُمَّ الْجُزُولِي أَبِي الدَّلاَئِلِ مَنْ * لَهُ فَضْلٌ عَلَيْنَا لاَ يَزَالُ مُؤَيَّدَا
يَا رَبِّ بِالرِّضْوَانِ عُمَّ ضَرِيحَهُ * وامْنَحْهُ فِي الْجَنّاتِ أَعْلَى مَقْعَدَ
بِأَحْمَدْ زَرُّوقَ قُطْبِ زَمَانِهِ * وَهْوَ الْمُجِيبُ إذَا دُعِي وَقْتَ النِّدَا
ثُمَّ الْمُنُوفِي كَعْبَةِ الزُّوّارِ مَنْ * يُعْطِي الْمَزِيدَ لِزَائِرِيهِ وَأَزْيَدَ
وَكَذَا بِعَبْدِ اللَّهِ غَوْثِ زَمَانِهِ * وَهُوَ الشَّرِيفُ أَبُو الْهُدَى مَنْ أَرْشَدَ
بِالْقُطْبِ مَرْزُوقِ الْكَفَافِ وَنَجْلِهِ * عُمَرَ الْمَكَارِمِ مَنْ بِهِ قَدْ عُوِّدَ
ثُمَّ الْعَفِيفِي شَيْخِنَا الْغَوْثِ الَّذِي * لِضَرِيحِهِ نُورٌ تَرَاهُ مُشَاهَدَا
وَكَذَا لَهُ السِّرُّ الْعَجِيبُ وَفَضْلُهُ * شَهِدَتْ بِهِ كُلُّ الْأَحِبَّةِ والْعِدَا
مَا أَمَّهُ الْمَكْرُوبُ يَرْجُو إغَاثَةً * إلاَّ رَأَى فَرَجاً أَتَاهُ مُنْجِدَا
فاسْأَلْهُ مَا قَدْ شِئْتَ تُعْطَ فَإنَّهُ * أَسْخَى مِنَ الْبَحْرِ الطَّمِيِّ وَأَجْوَدَ
يَا فَوْزَ مَنْ بِكَ مُقْتَدٍ لِطَرِيقِهِ * أَوْ زائِرٌ وَعَلَى الرِّحَابِ تَرَدَّدَ
بِأَمِيرِنَا الْحَبْرِ الْهُمَامِ مُحَمَّدٍ * مَنْ كانَ بَحْراً فِي الْعُلُومِ وَمَوْرِدَا
ثُمَّ الْجُوَيْنِي أَبُو الْمَعَالِي مَنْ حَوَى * بِعِبَادَةِ الرَّحْمَنِ فَضْلاً زائِدَا
وَبِشَيْخِنَا الْحَبْرِ الْبَهِيِّ مُحَمَّدٍ * مَنْ كانَ قُطْباً فِي الْعُلُومِ أَوْحَدَا
بِالْجَوْهَرِيِّ أَبِي الْمَعَالِي أَحْمَدَ * مَنْ كانَ ذَا شَرَفٍ وَحَبْراً ماجِدَا
وَبِيُوسُفَ النَّجْلِ الْعَفِيفِي الْمُرْتَضَى * وَكَذَا بِعَبْدِ الْبَرِّ ثُمَّ بِأَحْمَدَ
بِالسَّيِّدِ الْمِفْضَالِ أَوْحَدِ عَصْرِهِ * رِضْوَانَ مَنْ كانَ إمَاماً ماجِدَا
وَبِنَجْلِهِ الْأُسْتَاذِ أَحْمَدَ شَيْخِنَا * شَمْسِ الْحَقِيقَةِ لِلطَّرِيقَةِ أَسْعَدَ
نَسْلِ الْعَفِيفِي أَصْلِ كَنْزِ طَرِيقِنَا * تاجِ الْعُلاَ مَنْ بِالْفُتُوحِ تَفَرَّدَ
أَكْرِمْ بِهِ مِنْ عارِفٍ بِإلَهِنَا * وَمُقَرِّبٍ مِنْهُ عَلَى رَغْمِ الْعِدَا
بِسُعُودِهِ نِلْنَا السَّعَادَةَ كُلَّهَا * فِي الْحَالَتَيْنِ مَعَ الْهَنَا والسُّؤْدَدَ
حُورُ الْجِنَانِ تَزَخْرَفَتْ لِقُدُومِهِ * لَمَّا قَضَى نَحْباً وَوَافَى سَيِّدَا
ارْحَمْ بِرَحْمَتِكَ الْوَسِيعَةِ شَيْخَنَا * مُحْمُوداً الْأَتْقَى عَلْيَانَ الْهُدَى
الرَّاجِحَ الْإيمَانِ وَهْوَ الْقُطْبُ الَّذِي * عَقَدَ الطَّرِيقَةَ بِهِ ذَرُوا مُرَدِّدَا
إذْ كانَ شَمْسَ السّالِكِينَ وَمَوْرِداً * عَذْباً إلَى الدِّينِ الْحَنِيفِ مُؤَيَّدَا
عافَ الزَّخَارِفَ والْمَلاَهِيَ والْجُوَّدَ * وَكَذَا لِمَا رَضِي الْإلَهُ مُوَحِّدَا
وَبِشَيْخِنَا مُحْمُودْ أَبُو مَحْجُوبِ مَنْ * كانَ سِرَاجاً لِلطَّرِيقَةِ مُرْشِدَا
يَا رَبِّ تَجْعَلْهُ عَلَيْنَا راضِياً * وَبِسِرِّهِ انْفَعْنَا إلَهِى وَفِي غَدَا
وَكَذَا الْخَلِيفَةُ أَحْمَدْ أَبُو النَّصْرِ مَنْ * حَوَى الْفَصَاحَةَ والْوِلاَيَةَ والْهُدَى
بِالسّايِحِ الْبَشِيشِ وَهْوَ مُحَمَّدٌ * مَنْ ساحَ فِي الْمَلَكُوتِ يَبْغِي الْوَاحِدَ
وَبِشَيْخِنَا عَبْدِ الْجَلِيلِ أَبُو حَسَنْ * ذاكَ الشَّرِيفْ نَسْلُ الْحَبِيبِ مُحَمَّدَ
بِأُوَيْسِنَا الْقَرَنِيِّ نَدْعُو الْخَالِقَ * وَبِشَيْخِنَا النَّجّارِ كُنْ لِي مُنْجِدَا
بِمُحَمَّدِ الشَّرِيفِ ابْنِ ناصِرٍ * سَجَنَ الرَّدِيَّةَ فِي الْجِبَالِ وَأَوْحَدَ
وَبِنَجْلِهِ الشَّيْخِ ابْرَاهِيمَ إمَامِنَا * أَيِّدْهُ يَا رَبَّ الْأَنَامِ وَأَسْعِدَ
وَبِشَيْخِنَا عَلِي الصَّعِيدِي أُسْتَاذِنَا * صَلَّى الضُّحَى نُسُكاً لَهُ قَدْ عُوِّدَ
وَبِشَيْخِنَا طَهَ الشَّرِيفْ أُسْتَاذِنَا * عِلْمٌ لَدُنِّيٌّ بِعَقْلِهِ قَدْ أُسْكِنَ
بِالسَّيِّدِ الشَّرِيفِ شَيْخِنَا مُصْطَفَى * شَمْسِ الْمَعَارِفِ والْوِلاَيَةِ والْهُدَى
وَبِعَابِدِ الرَّحِيمِ أَكْرِمْ جَمْعَنَا * أَهْلِ السَّمَاحَةِ إمَامِنَا هُوَ شَيْخُنَا
وَبِعَابِدِ الْوَهّابِ أَوْصِلْ حَبْلَنَا * وَهْوَ الشَّرِيفُ أَبُو الْفُتُوَّةِ عَمُّنَا
وَبِعَابِدِ الْمُتَعَالِ ابْنِ ناصِرٍ * شَمْسِ الْمَعَارِفِ فِي الْحَقِيقَةِ ظاهِرَ
وَبِعَابِدِ الْمُعْطِي فَرِّجْ كَرْبَنَا * وَهْوَ الَّذِي مَنْ جاهَدَ نَفْسَهُ والْعِدَا
بِالسَّيِّدِ الشَّرِيفِ سِرِّ خِتَامِهِمْ * أَبُو ناصِرِ الْمَعْرُوفِ عَلَى كُلِّ الْمَلاَ
بِسُكَيْنَةٍ بِنْتِ الشَّرِيفِ النّاصِرِي * مَجْذُوبَةٍ فِي هَوَى الْحَبِيبِ مُحَمَّدَ
بِحُسَيْنِنَا الْهَبْسِيِّ خَيْرِ وارِدٍ * ذَكَرَ الْإلَهَ بِخَشْيَةٍ وَتَنَفُّلاَ
اللَّهُ يَنْفَعُنَا بِهِمْ وَبِحُبِّهِمْ * دُنْيَا وَأُخْرَى لاَ يَزَالُ مُؤَيَّدَا
واحْفَظْنَا يَا خَلاّقُ مِنْ كَيْدِ الْعِدَا * وامْنُنْ عَلَيْنَا بِالْقَبُولِ جَمِيعِنَا
وَقِنَا الْمَكَارِهَ فِي الْحَيَاةِ وَفِي غَدَا * سَهِّلْ لَنَا سُبْلَ النَّجِاحِ جَمِيعِنَا
بِالشّاذِلِيَّةِ كُلِّهِمْ وَبِسِرِّهِمْ * بِالصّالِحِينَ كَذَا وَمَنْ بِهِمُ اقْتَدَى
تَغْفِرْ لَنَا مَا قَدْ جَنَيْنَا وَهَبْ لَنَا * حُسْنَ الْخِتَامِ تَفَضُّلاً واجْلُ الصَّدَا
وارْزُقْنَا تَوْفِيقاً لِطَاعَتِكَ الَّتِي * تَرْضَى بِهَا عَنَّا وَتُكْرِمُنَا غَدَا
وَأَزِلْ بِفَضْلِكَ يَا مُغِيثُ كُرُوبَنَا * واحْفَظْنَا مِنْ كَيْدِ الزَّمَانِ إذَا اعْتَدَى
يَسِّرْ بِجُودِكَ سَيِّدِي أَرْزَاقَنَا * يَا خَيْرَ مَنْ مَدَّ الْأَنَامُ لَهُ يَدَا
وَأَدِمْ صَلاَتَكَ والسَّلاَمَ مَعَ الرِّضَا * لِنَبِيِّنَا وَلِأَهْلِهِ نَجْمٌ بَدَا
واخْتِمْ بِخَيْرٍ يَا كَرِيمُ وَجُدْ لَنَا * بِرِضاً يَكُونُ عَلَى الدَّوَامِ مُجَدَّدَا